توفي ضابط "إإسرائيلي" سابق، اليوم الأربعاء، متأثرًا بجراحه البالغة بعد أسبوعين من إقدامه على إشعال النار في نفسه أمام منزل مديرة إدارة إعادة التأهيل، احتجاجًا على "الإهمال وسوء المعاملة" من مؤسسات الدولة، بحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت".
وقع الحادث بعد سنوات من معاناة فيتالي ميشيف (45 عامًا) مع اضطراب ما بعد الصدمة، الذي أصيب به عقب تعرضه لهجوم أثناء خدمته في الشرطة قبل أكثر من عقد.
وتشير روايات أصدقائه إلى أنه كان يشعر بأنه منبوذ ومهمل من المؤسسة التي يفترض أن ترعاه، بعد أن تخلت عنه الجهات الرسمية التي وعدت بتقديم الدعم.
نُقل ميشيف إلى مستشفى "هداسا عين كارم" في حالة حرجة، بعد أن أصيب بحروق شديدة غطت معظم جسده، لكنه توفي متأثرًا بإصاباته.
أثارت الحادثة صدمة وغضبًا في الأوساط الإسرائيلية، وسط اتهامات لوزارتي الحرب والأمن الداخلي بالتقصير في رعاية المصابين النفسيين من أفراد الجيش والشرطة.
ورغم تعبير وزارة الحرب عن "حزنها الشديد" للحادث، فإنها حاولت تبرير موقفها بالقول إن "اختياره لهذا الفعل الصادم لم يكن حلاً حتى في حالات الأزمات القصوى"، وهو ما اعتُبر تنصّلًا من المسؤولية.
تشهد صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الانتحار، ولا سيما بين جنود الاحتياط، بفعل التداعيات النفسية العميقة للحرب على قطاع غزة.
ووفقًا لمعطيات نشرها موقع "القناة 7"، تجاوز عدد الجنود الذين يعانون اضطرابات نفسية 20 ألفًا منذ اندلاع العدوان، وسط تقديرات تشير إلى أن نحو 50 ألف جندي قد يحتاجون إلى خدمات إعادة التأهيل النفسي بحلول عام 2028.
وسجّلت معدلات الانتحار تصاعدًا متواصلاً خلال الأعوام الأخيرة: 14 حالة في عام 2022، و17 في 2023، و21 في 2024، فيما تم تسجيل 16 حالة حتى أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري، بينها أربع حالات خلال أسبوعين فقط في يوليو/تموز الماضي.
وتربط دراسات إسرائيلية بين الصدمات القتالية وارتفاع معدلات الانتحار، خصوصًا في ظل شعور الجنود بالعزلة أو بأنهم عبء على وحداتهم، إلى جانب تبلد الإحساس بالموت نتيجة الانخراط الطويل في المعارك.
ويُفاقم الوضع انتشار اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) وما يُعرف بـ "الإصابة المعنوية" الناتجة عن انتهاك القيم الأخلاقية أثناء القتال، ما يولّد مشاعر عميقة بالذنب قد تقود بعض الجنود إلى الانتحار.