تلقى رئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتصوغ رسالة رسمية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعاه فيها إلى منح عفو كامل لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبراً أن القضايا المرفوعة ضده “سياسية وغير مبررة”.
وجاء في نص الرسالة التي وجّهها ترامب إلى هرتصوغ، “أدعوكم إلى منح عفو كامل لبنيامين نتنياهو، فلا ينبغي أن يتشتت انتباهه بلا داعٍ. أؤمن بأن القضية المرفوعة ضده، وهو الذي وقف إلى جانبي طويلاً، قضية سياسية وغير مبررة”.
وأضاف ترامب: "بينما تمضي دولة إسرائيل العظيمة والشعب اليهودي الرائع قدماً بعد السنوات الثلاث الصعبة الماضية، أدعوكم إلى منح عفو كامل لبنيامين نتنياهو، الذي كان رئيس وزراء قوياً وحاسماً في الحرب، ويقود الآن إسرائيل نحو عهد من السلام".
وأشار ترامب إلى أن نتنياهو "وقف بثبات من أجل إسرائيل في مواجهة خصوم أقوياء وظروف صعبة"، مؤكداً احترامه الكامل لاستقلال القضاء الإسرائيلي، لكنه شدد على أن القضية الموجهة ضد "بيبي" سياسية، وهدفها تشتيت تركيزه بينما “يقاتل العدو الأكبر لإسرائيل، إيران".
كما عبّر ترامب عن امتنانه للعلاقة التي جمعته بهرتصوغ، قائلاً: "اتفقنا منذ تسلمي المنصب في يناير على التركيز على إعادة الرهائن إلى الوطن وتحقيق اتفاق سلام"، وأضاف أن العفو عن نتنياهو سيسمح له "بتوحيد إسرائيل ووضع حدّ للحرب القانونية الجارية".
من جانبه، علّق الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتصوغ بالقول إن "من يرغب في الحصول على عفو عليه أن يتقدم بطلب رسمي وفق الإجراءات المتبعة"، مؤكداً احترامه الكبير للرئيس ترامب وتقديره "لدعمه غير المشروط لإسرائيل ومساهمته في الحفاظ على أمنها".
وعلّق زعيم المعارضة يائير لابيد على رسالة ترامب قائلاً: "في القانون الإسرائيلي، أول شرط للحصول على العفو هو الاعتراف بالذنب والندم عليه".
في المقابل، أيد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الدعوة، معتبراً أن "لوائح الاتهام المفبركة ضد رئيس الوزراء نتنياهو تحولت منذ زمن إلى لائحة اتهام ضد النيابة العامة نفسها، إذ تُكشف فضائحها يوماً بعد يوم".
ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة في 3 ملفات تستلزم سجنه بحال إدانته، بينما يرفض الاعتراف في أي منها.
ويتعلق "الملف 1000" في الاتهامات الموجهة إليه بحصوله وأفراد من عائلته على هدايا ثمينة من رجال أعمال، مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لهم في مجالات مختلفة.
فيما يُتهم في "الملف 2000" بالتفاوض مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أرنون موزيس، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية.
أما "الملف 4000" فيخص تقديم تسهيلات للمالك السابق لموقع "واللا" الإخباري شاؤول إلوفيتش، الذي كان أيضا مسؤولا بشركة "بيزك" للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية.
وفي 13 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال خطابه بالكنيست "الإسرائيلي" من رئيس الاحتلال إسحاق هرتصوغ ، العفو عن نتنياهو ووقتها، قال ترامب لهرتسوغ: "لماذا لا تمنحون بيبي (نتنياهو) عفوًا؟ في زمن الحرب، من يُبالي بالسيجار والشمبانيا؟" في إشارة لهدايا تلقاها نتنياهو بشكل يخالف القانون مقابل تقديم تسهيلات لرجال أعمال.
وتابعت الهيئة الرسمية: "اعتبر الوزراء أن الرسالة الموجهة إلى الرئيس (هرتسوغ) غير ضرورية ولا تحمل أي دلالة قانونية، وأنها مجرد بادرة إطراء من الوزيرة عيديت سيلمان، التي بادرت بها، لا أكثر".
وفضلًا عن محاكمة نتنياهو محليًا، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، مذكرة اعتقال لنتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت، إثر ارتكابهما جرائم حرب وضد الإنسانية في حق الفلسطينيين بقطاع غزة.
تأتي المحاكمة بينما أنهى اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إبادة جماعية ارتكبتها "تل أبيب" بغزة على مدار عامين، أسفرت عن مقتل 68 ألفا و865 فلسطينيا، وإصابة 170 ألفا و670، معظمهم أطفال ونساء.
كما ألحقت الإبادة "الإسرائيلية" دمارًا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية، بخسائر تقدر بـ70 مليار دولار.