تستعد حكومة الاحتلال لإطلاق حملة إعلامية غير مسبوقة في الولايات المتحدة بتكلفة عشرات ملايين الدولارات، بهدف استعادة التأييد المسيحي المحافظ الذي شهد تراجعًا ملحوظًا خلال الحرب على غزة، خاصة بين الشباب الجمهوريين الذين بدأوا يشككون في شرعية السياسات الإسرائيلية.
كشفت وثائق رسمية، اطلعت عليها صحيفة "هآرتس" أن وزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية بالتعاون مع منظمة "أصوات إسرائيل" (Voices of Israel) تديران غرفة عمليات رقمية متطورة تستخدم أنظمة ذكاء اصطناعي لتحليل البيانات واستهداف الرأي العام العالمي، ضمن مشروع يحمل اسم "ماكس" (MAX)، تموّله وزارة الشتات الإسرائيلية.
ويهدف المشروع إلى إعادة تشكيل السردية الإسرائيلية في الإعلام الأميركي ومواقع التواصل الاجتماعي، عبر متابعة النقاشات الرقمية وتوجيه رسائل مخصصة للفئات المتأثرة بالرأي العام، خصوصًا القواعد الإنجيلية المؤيدة لإسرائيل تقليديًا.
تُظهر الوثائق أن الإنفاق على الإعلانات الرقمية تجاوز 45 مليون دولار خلال النصف الثاني من عام 2025، موزعًا على منصات غوغل ويوتيوب وإكس (تويتر سابقًا).
كما موّلت وزارة الخارجية الإسرائيلية رحلات خاصة لمؤثرين مسيحيين إلى تل أبيب والمستوطنات، بهدف تعزيز دعم إسرائيل بين أوساط الكنائس الإنجيلية وقادة الرأي الديني في الولايات المتحدة.
وبحسب "هآرتس"، فإن إحدى الشركات المتعاقدة تخطط لاستخدام تقنيات تحديد المواقع الجغرافية (Geo-Targeting) لاستهداف ملايين المسيحيين الأميركيين عبر رسائل توراتية ودعاية رقمية موجهة، تشمل حملة بعنوان "تجربة السابع من أكتوبر"، تعتمد على تقنيات الواقع المعزز (AR) لإثارة التعاطف مع (إسرائيل) وتصويرها كضحية.
الوثائق نفسها تشير إلى أن الحملة الإسرائيلية تتضمن أيضًا مساعي للتأثير على نتائج أنظمة الذكاء الاصطناعي ومحادثات GPT فيما يتعلق بالقضايا السياسية والعسكرية في فلسطين و"إسرائيل"، في خطوة وُصفت بأنها سابقة خطيرة في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة الدعاية السياسية المنظمة.
تشمل الحملة عقودًا مع شركات أميركية وأوروبية كبرى، أبرزها شركة "Clock Tower X" التي يديرها المدير الرقمي السابق لحملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وشركة "هافاس ميديا" الألمانية كوسيط تجاري، بإجمالي عقود تتجاوز 100 مليون دولار منذ عام 2018.
وتهدف الحملة إلى تحقيق 50 مليون مشاهدة شهرية عبر محتوى دعائي مصمَّم للترويج لروايات إسرائيلية مثل: “الفلسطينيون اختاروا حماس”، و"الفلسطينيون يحتفلون بمذبحة 7 أكتوبر".
وتستهدف هذه الحملات نحو 12 مليون مسيحي أميركي من رواد الكنائس والجامعات، باستخدام البيانات الشخصية ومواقع الهواتف لتوجيه الرسائل الدعائية.