قائمة الموقع

فوز زهران ممداني... غزَّة تحصد أولى ثمار وعي العالم

2025-11-06T16:09:00+02:00
زهران ممداني
فلسطين أون لاين

لم يمر فوز المرشح الديمقراطي زهران ممداني (34 عامًا) بمنصب عمدة نيويورك مرور الكرام في الفضاء العربي، إذ امتلأت منصة "إكس" بتغريدات اعتبرته انتصارًا سياسيًا وأخلاقيًا لفلسطين في عقر دار اللوبي الصهيوني، ورسالة بأن الوعي العالمي بدأ يتحرر من سطوة الدعاية الإسرائيلية.

وجاء فوز ممداني، أول مسلم وأول أمريكي من أصول جنوب آسيوية يتولى هذا المنصب في تاريخ المدينة، من قلب نيويورك، المدينة التي تُوصف بأنها "العاصمة غير الرسمية للوبي الصهيوني" وأكبر مركز للجالية اليهودية في العالم خارج (إسرائيل).

وقد عرف ممداني، بمواقفه الصريحة المؤيدة لفلسطين، إذ وصف ما يجري في غزة بأنه "إبادة جماعية تُنفذ بأموال دافعي الضرائب الأمريكيين"، وأعلن دعمه حركة المقاطعة (BDS)، وانتقد استثمارات صناديق المدينة في شركات السلاح والسندات الإسرائيلية.

وقال خلال إحدى المناظرات: "أنا أترشح لعمدة نيويورك.. لا سفيرًا لـ(إسرائيل)"، كما تعهد بإصدار أمر اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حال فوزه بمنصب عمدة نيويورك.

ورغم الحملة الشرسة التي قادها الرئيس دونالد ترامب لثني سكان نيويورك عن التصويت له، إلا أن تلك المساعي باءت بالفشل. فقد كتب ترامب على منصته "تروث سوشيال" مهاجمًا المرشح الفائز، واصفًا إياه بأنه "يكره اليهود" بسبب مواقفه المؤيدة للفلسطينيين وانتقاداته الحادة للحرب الإسرائيلية على غزة.

تسونامي التغيير من غزة إلى نيويورك

وشهدت مختلف منصات التواصل الاجتماعي تفاعل واسع مع فوز ممداني، وسط إجماع على أن الحدث يتجاوز حدود مدينة نيويورك، ليعكس تحولًا عميقًا في وعي الرأي العام الغربي تجاه القضية الفلسطينية.

الإعلامي القطري جابر الحرمي كتب: "فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك، عاصمة اللوبي الصهيوني، رغم حملات التشويه ومئات الملايين من الدولارات ضده، هو دليل على أن صمود غزة قلب الطاولة ضد الصهاينة وفضح المشروع الصهيوني في العالم".

أما الصحفي أحمد منصور فقال في تغريدة حصدت تفاعلًا واسعًا: "حالة من الهلوسة والجنون تنتاب اللوبي الصهيوني بعد فوز زهران ممداني. لقد أنفقوا عشرات الملايين من الدولارات وحشدوا إعلامهم وكل قوتهم لكن خسارتهم كانت مدوية.. العالم يتغير والانقسام داخل الولايات المتحدة يشتد".

ووصف رئيس تحرير "رأي اليوم" عبد الباري عطوان الفوز بأنه "تسونامي التغيير وانتصار دماء الشهداء في غزة ولبنان واليمن"، معتبرًا أن الحدث يشكل "هزيمة ساحقة لإمبراطورية الضلال والإبادة التي يتزعمها نتنياهو وتابعة ترامب وبداية النهاية لعصر الهيمنة الصهيونية".

ومن جهته، رأى الوزير التونسي الأسبق د. رفيق عبد السلام أن فوز ممداني هو "هزيمة مدوية لترامب وللوبي (تل أبيب) المستقوي بالمال والخداع"، مضيفًا: "إنها بداية صحوة وعي جديدة وبداية اندحار اليمين المتطرف والمتعصب في الولايات المتحدة والعالم وصعود جيل جديد من المناصرين للعدالة وفلسطين".

سقوط قداسة الولاء لـ(إسرائيل)

الصحفية منى حوّا علّقت عبر "إكس" قائلة: "فوز زهران ممداني من قلب أكبر معقل لليهود في العالم ليس حدثًا انتخابيًا بل انهيار في قداسة الولاء لـ(إسرائيل) داخل الوعي الأميركي، وإعلان أن فلسطين أصبحت مقياس العدالة لا تهمة الخيانة".

فيما كتب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية د. طارق الزمر: "إن فوز زاهران هو انعكاس لولادة جيل ما بعد "طوفان الأقصى" في الغرب: جيل يرى في العدالة قيمة عالمية لا تُحتكر من طرف واحد، ويعيد تعريف الأخلاق السياسية بمعايير إنسانية لا أيديولوجية".

أما الكاتب د. مراد علي فاعتبر "فوز زهران ممداني بعمدة نيويورك زلزال يضرب الولايات المتحدة و(إسرائيل) معًا، وهزيمة ساحقة للصهيونية ولترامب.. إنه دليل على أن دماء غزة بدأت تحرر الوعي الغربي من الهيمنة الصهيونية".

وقال رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، إن فوز ممداني هو بكل بساطة هزيمة مذلة للوبي الإسرائيلي في أمريكا، للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، الصراع لم يكن على عمدية عاصمة المال والسياسة، الصراع كان على عقل وروح أمريكا الجديدة، تاريخ جديد أعلن عن نفسه".

أما الإعلامية منى العمري فغردت قائلة: "إن حراك الشارع الأميركي والأوروبي الذي انطلق لأجل غزة ولأجل القيم التي أعادت تعريفها، بدأ يلقي بانعكاساته على صناديق الاقتراع، وربما قريبًا على صناعة القرار، مشددة على أن هذا الحدث العابر للجغرافيا ليس مجدر حدث محلي، بل انعطافة في المشهد السياسي الأميركي".

اخبار ذات صلة