فلسطين أون لاين

كيف نرى فوز زهران ممداني وماذا نتوقَّع؟ كاتب سياسيّ يجيب

...
زهران ممداني
متابعة/ فلسطين أون لاين

قال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون إن فوز المرشح الأمريكي من أصل هندي زهران ممداني يشكل تحولًا نوعيًا في المشهد السياسي الأمريكي، ويؤكد أن جيلًا جديدًا بدأ يكسر القواعد التقليدية التي حكمت العلاقة بين السياسة الأمريكية واللوبي الصهيوني لعقود.

وأوضح المدهون، عبر منصات "تليجرم"، أن ممداني، الذي أعلن تأييده الصريح للقضية الفلسطينية، لم تهزه آلة التشهير الصهيونية ولا حملات التشويه التي استهدفته، مشيرًا إلى أنه افتخر بإسلامه وبإيمانه، وأعلن انتماءه للاشتراكية ومعارضته لأشكال الرأسمالية التي تهمّش الناس.

وأضاف أن ما ميّز ممداني هو أنه لم ينفق ملايين في دعايته الانتخابية، بل اعتمد على صدقه وقربه من الناس، وهو ما جعل ناخبي نيويورك يرون فيه ممثلًا حقيقيًا لهم، يتحدث بلغتهم ويدافع عن قضاياهم.

وتابع المدهون أن ممداني لم يكن مجرد مرشح داعم لفلسطين، بل كان صوتًا أخلاقيًا وإنسانيًا في وجه آلة القتل التي تطال المدنيين في غزة، لافتًا إلى أنه نظّم مسيرات واعتصامات تطالب بوقف الحرب.

وبيّن المدهون أن فرح الفلسطينيين بفوزه لا يعود فقط إلى موقفه من غزة، بل إلى أنه يمثل تيارًا جديدًا داخل أمريكا يؤمن بأن العدالة والكرامة وحقوق الإنسان قيمٌ عالمية لا تحتكرها جهة واحدة.

وأشار إلى أن والده كان صديقًا للمفكر الفلسطيني الأمريكي إدوارد سعيد، ما يعكس جذورًا فكرية وإنسانية عميقة جعلت ممداني يدرك معنى المظلومية الفلسطينية، ويفهمها ضمن سياقها الإنساني العالمي.

وقال المدهون إن فوز ممداني يثبت أن الداخل الأمريكي قابل للتغيير، وأن جيلًا جديدًا لم يعد يربط الوطنية بالتماهي المطلق مع سياسات تل أبيب.

 وأشار إلى أن الشباب في الحزبين الديمقراطي والجمهوري باتوا أكثر وعيًا بعد الجرائم التي ارتكبتها (إسرائيل) في غزة.

وأكد أن هذا الفوز يفتح الباب أمام فرصة وتحدٍ جديدين للفلسطينيين، داعيًا إلى العمل الفكري والإعلامي والتواصل المنهجي مع الأجيال الأمريكية الجديدة، وبناء خطاب يعتمد على القيم المشتركة كالعدالة وحقوق الإنسان.

وخلص المدهون إلى القول إن فوز زهران ممداني في أكبر مدينة أمريكية هو رسالة قوية للعالم بأن صوت الحقّ يمكن أن يخترق الماكينة الصهيونية، مشددًا على أن معركة الوعي في أمريكا بدأت بالفعل.

فاز المرشح الديمقراطي زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك، كما فازت مرشحتان ديمقراطيتان بمنصب الحاكم في ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، مما يعطي الحزب المنكوب زخمًا كبيرًا مع تطلعه إلى انتخابات التجديد النصفي للكونغرس العام المقبل.

وأعلن ممداني فوزه في خطاب النصر الذي ألقاه أمام مناصريه، وقال إنه في مطلع يناير/كانون الثاني سيؤدي القسم رسميًا عمدة لنيويورك.

وخاطب جمهوره، وسط تصفيق حار، قائلا "لقد منحتموني تفويضا من أجل التغيير ومن أجل سياسة جديدة"، مؤكدا العمل على تحسين أوضاع مدينة نيويورك عما كانت عليه.

وشكر ممداني في خطابه كل العمال من مختلف الجنسيات والعرقيات في مدينة نيويورك.

ووفقًا لاستطلاع آراء الناخبين عقب إغلاق صناديق الاقتراع، تصدر ممداني (34 عاما)، مرشح الحزب الديمقراطي، السباق متفوقًا على المرشح الجمهوري كورتيس سْليوا والمرشح المستقل والحاكم السابق لولاية نيويورك أندرو كومو.

وبذلك سيكون ممداني -وهو ديمقراطي اشتراكي- أول عمدة مسلم لأكبر مدينة في الولايات المتحدة في الأول من يناير/كانون الثاني المقبل.

وأظهرت التقديرات الأولية أن المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك حصل على 50.4% من الأصوات مقابل 41.3 لمنافسه الجمهوري متقدما بفارق أكثر من 100 ألف صوت.

وكان ممداني دائما هدفا للهجمات، بسبب مواقفه من سياسات الحكومة الإسرائيلية والحرب في غزة، لكنه لم يتراجع عنها.

وقال موقع بلومبيرغ إن انتخابات عمدة مدينة نيويورك شهدت أعلى نسبة إقبال منذ عقود.