فلسطين أون لاين

انتخابات عمدة نيويورك والأنظار تتَّجه نحو المُرشّح المُسلم الأوفر حظًّا.. من هو زهران ممداني؟

...
زهران ممداني مسلمٌ من أصل هندي عمره 34 عاما

تتجه الأنظار اليوم الثلاثاء إلى ولاية نيويورك الأمريكية، حيث ينتخب سكانها رئيسًا جديدًا لبلدية مدينتهم، والأوفر حظًا في استطلاعات الرأي هو زهران ممداني، المسلم من أصول هندي، والبالغ من العمر 34، وهو يمثل الجناح اليساري للحزب الديموقراطي ومن أشد معارضي  سياسات الرئيس دونالد ترامب.

ويبدأ التصويت عند السادسة صباحا (11,00 صباحا بتوقيت غرينتش) وينتهي عند التاسعة مساء (02,00 بتوقيت غرينتش الأربعاء). وتوقع لينكولن ميتشل، الأستاذ في جامعة كولومبيا، إقبالًا كبيرًا على التصويت في هذه الانتخابات "المحتدمة".

ومنذ أشهر، تظهر استطلاعات الرأي تقدّم ممداني في نيات التصويت، على منافسه الرئيسي، حاكم الولاية السابق أندرو كومو الذي يخوض الانتخابات كمرشح مستقل بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية لحزبه أمام ممداني.

أما مرشح الحزب الجمهوري كورتس سليوا (71 عاما)، فلديه ماض لافت فهو كثير الظهور في الإعلام ومؤسس مجموعة "الملائكة الحارسة" التطوعية ومحب للقطط.

وأدلى حوالى 735300 ناخب بأصواتهم مبكرًا، وهو عدد أكبر بأربع مرات مما كان عليه في الانتخابات البلدية الأخيرة عام 2021 والتي شارك فيها في المجموع 1,15 مليون شخص (نسبة المشاركة بلغت 23,3%).

ويجذب التصويت المبكر، وهو اتجاه حديث في نيويورك، ناخبين جددا، لكنه "قد يكون أيضا علامة على الحماسة الكبيرة لمرشح ما أو قلق بشأن نتائج الانتخابات"، وفق ما قال جون كاين من جامعة نيويورك.

ودُعي إلى التصويت لانتخاب رئيس بلدية نيويورك الحادي عشر بعد المئة والذي سيتولى منصبه في 1 كانون الثاني/يناير، أكثر من خمسة ملايين شخص في أكبر مدينة في الولايات المتحدة، أكثر من 60% بينهم ديموقراطيون.

وتُشكّل مدينة نيويورك وحدها أكثر من 40% من سكان ولاية نيويورك، ويتجاوز حجم اقتصادها 2.3 تريليون دولار، أي أكبر من اقتصاد كندا، وتمثل حوالي 9% من إجمالي اقتصاد أمريكا.

وتشهد المدينة، التي تحتضن أكبر جالية يهودية خارج "إسرائيل"، يبلغ تعدادها مليون نسمة، منافسة كبيرة بين مرشحين داعمين لتل أبيب، وفي مقدمتهم الحاكم الحالي للمدينة إريك أدامز، والحاكم السابق أندرو كومو، من جهة، وبين ممداني المسلم الداعم لفلسطين من جهة أخرى.

هجمات ترمب

أما ترامب، فدائما ما كان يدلي بتعليقات ويتّخذ مواقف في هذه الحملة. وقال خلال مقابلة مع شبكة "سي بي إس"، "إذا كان عليّ الاختيار بين ديموقراطي سيّئ (أندرو كومو) وشيوعي (زهران ممداني)، فسأختار الديموقراطي السيّئ".

ودعا ترامب سكان نيويورك إلى التصويت لكومو، مهددا أنه في حال فوز ممداني فسيخفض التمويل المقدم لنيويورك، ولن يرسل سوى الحد الأدنى من المطلوب من الأموال المدنية.

وفي حين نشر الرئيس الجمهوري الجيش في العديد من معاقل الديموقراطيين (بورتلاند وشيكاغو وواشنطن وممفيس ولوس أنجليس)، تعهّد ممداني معارضة "شرسة" لسياساته المناهضة للهجرة وحربه القضائية ضد "أعدائه السياسيين".

ومن جهته، دعا إيلون ماسك عبر منصته "إكس" إلى التصويت لصالح أندرو كومو بدلا من "مومدومي أو أيا كان اسمه"، في إشارة ساخرة من ممداني.

حتى داخل حزبه، لا يحظى المرشح بدعمٍ إجماعي. فالعديد من الشخصيات البارزة فيه من بينهم زعيم أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين تشاك شومر لا يعلنون تأييدهم له علنا، ومن أعلن ذلك كان حذرا للغاية.

ورغم أنه تأخر في تأييد زهران ممداني، فإن زعيم الديموقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز لا يعتقد أنه سيكون "مستقبل" حزبهم، رغم الحماسة التي يثيرها في نيويورك.

من هو زهران ممداني؟

وُلد ممداني في كامبالا، أوغندا، وانتقل مع عائلته إلى نيويورك عندما كان في السابعة من عمره. والتحق بمدرسة برونكس الثانوية للعلوم، ثم حصل لاحقاً على شهادة في الدراسات الأفريقية من كلية بودوين، إذ شارك في تأسيس فرع "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" داخل الحرم الجامعي.

وقد يصبح السياسي التقدمي، الذي ينتمي إلى جيل الألفية، أول عمدة مسلم ومن أصول جنوب آسيوية في المدينة، ولم يتردد في إعلان جذوره وسط هذا التنوع السكاني. فقد نشر أحد فيديوهات حملته بالكامل باللغة الأردية متضمناً لقطات من أفلام بوليوودية، وفي فيديو آخر تحدث بالإسبانية.

والدته ميرا ناير، مخرجة سينمائية مرموقة، ووالده الأكاديمي محمود ممداني الذي يُدرس في جامعة كولومبيا. وكلا والديه من خريجي جامعة هارفارد. ويقدم ممداني نفسه كمرشح الشعب وسياسي جماهيري.

وقبل دخوله معترك السياسة، عمل مستشاراً في قطاع الإسكان، إذ ساعد مالكي المنازل من ذوي الدخل المحدود في منطقة كوينز على مواجهة خطر الإخلاء.

وجعل من عقيدته كمسلم جزءاً واضحاً من حملته الانتخابية، إذ اعتاد زيارة المساجد بانتظام، كما نشر مقطعاً دعائياً باللغة الأردية يتناول أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة في المدينة.

وقال في تجمع جماهيري الربيع الماضي: "ندرك أن الظهور علناً كمسلمين يعني أيضاً التضحية بالأمان الذي نتمتع به ونحن في الخفاء".

وقال جاغبريت سينغ، المدير السياسي لمنظمة العدالة الاجتماعية "درام"، في تصريح لبي بي سي: "لا يوجد حالياً أي مرشح لمنصب العمدة يجسد مجمل القضايا التي تهمني بحق سوى زهران".

ما هي فرص فوز زهران ممداني وفقاً لاستطلاعات الرأي؟

أظهرت استطلاعات رأي عديدة، نُشرت نتائجها مؤخراً، تقدم ممداني، بفارق لا يقل عن 10 نقاط أمام منافسه الرئيسي المستقل، أندرو كومو.

ووفقاً لإحصاء أجرته كلية "إيمرسون" نُشر الخميس الماضي، حصل ممداني على نسبة تأييد بلغت 51%، مقابل 25% لمنافسه كومو، و21% للمرشح الجمهوري كورتيس سليوا.

ووفق هذا الإحصاء، ارتفعت نسبة تأييد ممداني بين الناخبين السود منذ سبتمبر/أيلول من 50% إلى 71%، في حين انخفضت نسبة كومو بينهم عشر نقاط.

وحافظ ممداني على دعم الشباب، إذ يؤيده 69% من الناخبين تحت سن الخمسين، مقارنة بـ37% من الناخبين فوق سن الخمسين، بينما يحظى كومو بدعم 31%، وسليوا بـ28%.

وأظهر استطلاع لمركز "مارست" تقدّم ممداني بفارق 16 نقطة عن كومو، بنسبة 48% مقابل 32%، بينما حلّ سليوا في المرتبة الثالثة بنسبة 16%.

وأشار استطلاع "كوينيبياك"، الصادر الأربعاء الماضي، إلى تمكن كومو من تقليص الفارق مع ممداني من 20 نقطة إلى 10 نقاط فقط، ليحصل على 33% مقابل 43%.

المصدر / فلسطين أون لاين+ وكالات