بدأ بتعلم التصوير منذ سن مبكرة، عندما كانت الكاميرات تعمل بنظام "الأفلام" التي يتم تحميضها في استديو خاص، وعندما أصبح في عمر السادسة عشرة بدأ بتصوير البلدات القديمة في فلسطين، واعتاد أن يجمع هذه الصور ويحتفظ بها، ومن ثم تطور نشاطه لتصل صوره إلى معارض دولية..

التجول في الصورة

كان المصور الفلسطيني "جمال كيوان" (50 عاما) يعيش في قرية صفورية المهجرة قضاء مدينة الناصرة، وشاهد الظلم الذي تعرضت له هذه المدينة بتهجير سكانها، لذا بدأ بتصوير المنازل القديمة، ونشر الصور لتوصل المعاناة لمن يراها.

بدأ كيوان بتصوير أرضه وبيت جده الذي ما يزال موجودًا حتى اليوم، والذي يُمنع من دخوله، ومن ثم اتجه نحو تصوير القرى والمدن لنقلها للأجيال القادمة.

قال كيوان لـ"فلسطين": "حاليًا، أعمل في مشروع لتوثيق القرى والمدن الفلسطينية من الجو وبتقنية 360 درجة، ليتسنى للمشاهد التجول في الصورة ورؤية جميع تفاصيل البلاد".

وأضاف عن ردود الفعل على صور المدن القديمة: "الآراء التي سمعتها كانت إيجابية، خاصة من قبل المهجرين المحرومين من رؤية بلادهم، فقد استطعت بفضل الله أن أوصل قضيتهم. الأوروبيون الذين اطلعوا على الصور، كان مضمونها مفاجئا لهم، فما يصل للغرب عن الفلسطينيين هو الأخبار السيئة فقط".

يطمح كيوان من خلال مهنة التصوير إلى إيصال رسالته للعالم، وإثبات أن لهذه الأرض أصحابا، وأن العودة حقٌ لهم.

وقال: "استطعت أن أظهر جمال بلدي فلسطين في الصور التي التقطتها، وأن أنقل للغرب أن فلسطين جميلة بشعبها، وأنه يوجد فلسطينيون مثلي ومثل غيري يستطيعون الإبداع في التصوير والطب والهندسة والحقوق، هناك الكثير من الحقائق الغائبة عن العالم، لا بد أن نعمل على إيصالها".

وأوضح: "اشتركت في معارض عدة في مدن فلسطينية وعربية وأوروبية، ولم أكتفِ بتصوير القرى الفلسطينية، فذهبت في رحلة تصوير للقطب الشمالي وأيسلندا، صورت ظاهرة الشفق القطبي، ودخلت مغامرة تصوير في النرويج مع تسلق الجبال، وتصوير درب التبانة في صحراء النقب ووادي رام".

استطاع كيوان أن يصور مجموعة من المناظر الطبيعية في عدة مدن، وحاز على تقدير أفضل صور في "ناشيونال جيوغرافيك".

أجمل صورة بالنسبة لكيوان، والتي يرى فيها الحياة، رغم تصويره مشاهد كثيرة في دول مختلفة هي صورة القدس في ليلة القدر، التي فاز بها في إحدى المسابقات، واليوم تتجول هذه الصورة في معارض الصور حول العالم.