أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن موسم قطف الزيتون لعام 2025 شهد حتى الآن أعلى مستوى من الضرر وعدد المجتمعات المتضررة بسبب هجمات المستوطنين منذ عام 2020.
وأضافت "أوتشا"، أمس الجمعة، أنها وثقت 126 هجومًا من المستوطنين على الفلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون بين 1 و27 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أدت إلى إصابات أو أضرار في الممتلكات أو كليهما.
وأشارت إلى أن الحوادث شملت اعتداءات على المزارعين داخل أو في طريقهم إلى أراضي الزيتون، وسرقة المحاصيل والمعدات الزراعية، وتخريب أشجار الزيتون وغيرها من الأشجار. لافتةً إلى أن ذلك يُقارن بـ110 هجمات في الفترة نفسها من عام 2024، و30 إلى 46 هجومًا فقط بين عامي 2020 و2023.
وتابعت أوتشا: لقد توسعت رقعة الهجمات لتشمل 70 بلدة وقرية هذا العام، أي ما يقرب من ضعف عدد المجتمعات المتضررة في 2023، وأكثر من ثلاثة أضعاف تلك التي تضررت في 2020. وبلغت الأضرار أعلى مستوى منذ ست سنوات، إذ تم تخريب أكثر من 4,000 شجرة وشتلة زيتون، أي أكثر من ضعف ما سُجل في الفترة نفسها من عام 2024.
وأوضحت في تقريرها أن إنشاء بؤر استيطانية جديدة أدّى إلى مزيد من تقويض قدرة المزارعين الفلسطينيين على الوصول إلى أراضيهم، بما في ذلك مناطق كانت سابقًا متاحة دون الحاجة لأي تنسيق، حتى في المنطقتين (أ) و(ب).
ووفقًا لتقرير صدر في كانون الأول/ديسمبر 2024 عن منظمتي "السلام الآن" و"كرم نافوت" الإسرائيليتين، فإن المستوطنين الذين يعيشون في بؤر استيطانية رعوية يسيطرون فعليًا على نحو 786 ألف دونم من الأراضي، أي ما يقارب 14% من مساحة الضفة الغربية الكلية.
وأشارت، "على مدار الأسبوع الماضي، تم تسجيل 60 هجومًا للمستوطنين الإسرائيليين في مختلف أنحاء الضفة الغربية، أكثر من نصفها فيما يتعلق بموسم قطف الزيتون، مما أسفر عن إصابة 17 فلسطينيًا وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات".
وأضافت أن 48% من اعتداءات المستوطنين في موسم قطف الزيتون هذا الشهر، وقعت في وسط الضفة الغربية، 40% منها في محافظة رام الله وحدها. ووقعت 38% أخرى في شمال الضفة الغربية، لا سيما في محافظة نابلس بنسبة (17%)، في حين سُجّل نحو 14% من الحوادث في محافظتي بيت لحم والخليل جنوبًا.
وأوضحت أنه ورغم بدء العمل رسميًا هذا العام بآلية تنظمها السلطات الإسرائيلية تتيح للفلسطينيين الوصول إلى أراضيهم الزراعية الواقعة داخل المستوطنات أو بالقرب منها أو تلك المعزولة خلف الجدار، فإن الوصول لا يزال شديد التقييد ويُنفذ بشكل غير متسق.