أثارت محاولة الوزير "الإسرائيلي" ميكي زوهار تعيين يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مديرًا لدائرة الإعلام في المنظمة الصهيونية العالمية – وهو منصب يعادل رتبة وزير من حيث الراتب والامتيازات – عاصفة سياسية وإعلامية، دفعت إلى تجميد التصويت على التعيين وتأجيل جلسات الكونغرس الصهيوني أسبوعين.
ووفق ما نشر موقع "يديعوت أحرنوت" اليوم الخميس، فإن الخطوة التي اعتُبرت رمزًا صارخًا للمحسوبية واستغلال النفوذ، فجّرت غضب أحزاب المعارضة، إذ انسحب كلٌّ من حزب يش عتيد وحزب الديمقراطيون من اتفاقية تقاسم المناصب احتجاجًا على ما وصفوه بـ"الفضيحة العائلية".
ليست هذه المرة الأولى التي تتحوّل فيها المؤسسات القومية الإسرائيلية إلى منصات لتوزيع المناصب على الأقارب. فـ "يانكي درعي"، نجل رئيس حزب شاس أرييه درعي، يشغل منذ خمس سنوات منصب رئيس قسم جمع التبرعات في المنظمة الصهيونية، براتب يقارب مليون شيكل سنويًا. كما جرى بحث تعيين شلومو درعي، شقيق أرييه درعي، نائبًا لرئيس الصندوق القومي اليهودي، إضافة إلى تعيينات مشابهة لأقارب سياسيين آخرين من مختلف الأحزاب، بينهم شقيقة زوجة يائير لابيد وشريك الوزيرة السابقة تامار زاندبرغ.
اللواء المتقاعد وعضو "الكنيست" غادي آيزنكوت وصف التعيين بأنه "انهيار للقيم ووجه من وجوه الفساد والمحسوبية"، مضيفًا أن "هرتزل يتقلب في قبره".
أما النائب يائير غولان، فاعتبر أن "الرجل الذي كرس حياته للتحريض والانقسام لا يستحق تمثيل الشعب اليهودي".
من جانبه، رد الوزير زوهار بأن الهجوم على التعيين "نفاق يساري"، مؤكدًا أن اليسار نفسه مارس سياسات مشابهة لسنوات، وأن ما يجري "اضطهاد شخصي لعائلة نتنياهو".
وكتب زعيم المعارضة يائير لابيد على منصة (X): "حاول الليكود سرًا تعيين يائير نتنياهو في منصب وزاري داخل المؤسسات الصهيونية. اكتشفنا ذلك في اللحظة الأخيرة ونسفنا الاتفاق. سنواصل محاربة الفساد ومنع هذه التعيينات العائلية."
وبينما يستمر الجدل داخل (إسرائيل) حول تزاوج السلطة بالعائلة والمصالح الحزبية، يترقب الرأي العام ما إذا كانت هذه الفضيحة ستؤدي إلى إصلاح حقيقي في آلية تعيين المسؤولين داخل المؤسسات القومية – أم ستظل "الوظائف العائلية" إحدى سمات السياسة الإسرائيلية الحديثة.