فلسطين أون لاين

64% من "الإسرائيليين" يؤيدون ذلك

تشكيل لجنة تحقيق بفشل التصدي لـ"7 أكتوبر".. أزمة تلاحق نتنياهو

...
رئيس حكومة الاحتلال المطلوب للعدالة الدولية بنيامين نتنياهو
الناصرة- غزة/ محمد عيد

عقب نجاح المقاومة بتنفيذ أكبر هجوم ضد المواقع العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية صبيحة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، سارعت قيادات عسكرية وأمنية للاحتلال إلى تحمل المسؤولية وإعلان الاستقالة بعد الفشل والهزيمة الإسرائيلية التاريخية.

وطوال عامين (أكتوبر 2023 – أكتوبر 2025) شهدت دولة الاحتلال الإسرائيلي سلسلة استقالات رفيعة كان آخرها استقالة "رئيس الأمن القومي" تساحي هنغبي من منصبه، فيما بقي رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهوـ المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- الشخصية الوحيدة التي ترفض الاعتراف بفشل التصدي ومواجهة انطلاقة "طوفان الأقصى".

وتكرارا، رفض نتنياهو، اقتراحات المعارضة الإسرائيلية وطلبات سابقة لرئيس دولة الاحتلال والمدعية العامة والمحكمة العليا بإنشاء لـ"لجنة تحقيق رسمية" حول نجاح المقاومة تنفيذ الهجوم الأضخم في تاريخ الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

وتذرع "نتنياهو" بذرائع واهية كالرد بأن "الوقت ليس مناسبا" أو أن "الأمر يحتاج لجنة تحقيق حقيقية شفافة"، ووصل الأمر إلى إسقاط الائتلاف الحاكم مقترحا في الكنيست (البرلمان) لتشكيل لجنة تحقيق رسمية إلى أن جاء أخيرا إمهال "العليا الإسرائيلية" للحكومة 30 يوما لتشكيل لجنة تحقيق رسمية بالإخفاق يوم 7 أكتوبر.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أظهر استطلاع للرأي العام أن 64% من الإسرائيليين يؤيدون تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر، وأن يعينها رئيس المحكمة العليا القاضي يتسحاق عَميت.

وأيد تشكيل لجنة تحقيق رسمية، بحسب الاستطلاع الذي نشرته صحيفة "معاريف" 88% من ناخبي أحزاب المعارضة، و33% من الذين يعتزمون التصويت لأحد أحزاب الائتلاف في الانتخابات المقبلة، بينهم 43% من الذين يعتزمون التصويت لحزب "الليكود".

حكومية وليست رسمية

ووصف الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت عملية 7 أكتوبر أو انطلاقة عملية "طوفان الأقصى" بمثابة "الإخفاق الاستراتيجي الأكبر في تاريخ الكيان الإسرائيلي" والذي حدث في عهد "نتنياهو".

ولذلك وفق تشخيص شلحت فإن هناك إجماع عسكري وسياسي وأمني في (إسرائيل) بأن "نتنياهو" هو "المسؤول الأول والأخير عن هذا الإخفاق والفشل".

ورأى أن "نتنياهو" سيحاول مواجهة الضغوطات القائمة عبر تشكيل "لجنة تحقيق حكومية" وليس "لجنة تحقيق رسمية"، لافتا إلى أن الأخيرة تٌعتبر نتائجها "توصيات" وليس كنتائج اللجنة الحكومية "التي تظل في الدوائر الحكومية" ويشوبها الكثير من التستر والتعتيم.

وتساءل: "اللجنة الحكومية غير مجدية .. الحكومة تحقق مع ذاتها، فكيف ستكون نتائجها نزيهة أو صادقة؟".

وردا على ذلك هاجمت "عائلات المتضررين" من الحرب "نتنياهو" وحكومته بعد إعلان الائتلاف الحكومي نيته تشكيل لجنة تحقيق حكومية (غير رسمية) بأحداث 7 من أكتوبر وقالوا، "لن نسمح لمن يجب التحقيق معهم تشكيل لجنة تحقيق، نتنياهو يسعى لتبرئة نفسه".

وتطرق إلى فروقات أخرى بين اللجنتين، "الرسمية" تحظى بعضوية رجال قانون وقضاء وتقررها المحكمة العليا وتكون مستقلة أكثر من "اللجنة الحكومية"، عدا عن أن "الرسمية" من الممكن التوصل لنتائج نهائية داخل (إسرائيل) أبرزها تحميل المسؤولية "لحكومة 7 أكتوبر" والإطاحة بالمسؤولين السياسيين وغيرهما.

واعترافا بالفشل والهزيمة أمام المقاومة، قدم وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، رئيس الاستخبارات العسكرية أهارون هاليفا، قائد المنطقة الجنوبية يارون فينكلمان، رئيس قسم العمليات عوديد سيوك، قائد فرقة غزة آفي روزنفيلد، رئيس جهاز "الشاباك" رونين بار وستة مسؤولين كبار ومتوسطي المستوى في إدارة وقيادة "الشاباك"، استقالاتهم من مهامهم خلال الحرب.

وقرر وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس أنه لن تتم ترقية أي شخص شغل أي منصب في 7 أكتوبر.

وتوقع شلحت أن تتصاعد الدعوات الحكومية والأصوات المجتمعية لتشكيل "لجنة تحقيق رسمية" – إذا ما حاول نتنياهو إفشالها – والذهاب نحو "لجنة تحقيق حكومية؛ لوأد الحراكات ضد حكومته وائتلافه المأزوم.

دعوات متصاعدة

وبتقديرات الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي أمير مخول فإن "نتنياهو" يواصل الهروب المستمر من مطلب تشكيل "لجنة تحقيق رسمية" رغم عودة هذا المطلب بقوة خلال المظاهرات الواسعة لـ"متضرري الحرب".

وقال مخول: إن "المطلب الآن حول تشكيل لجنة تحقيق ينتشر بشكل قوي وخاصة أن الأمر يتعلق بالإخفاق الأكبر بتاريخ (إسرائيل)".

وربط هروب "نتنياهو" من تشكيل اللجنة الرسمية بخطواته العملية في الحكومة، كالمصادقة أخيرا على تغير اسم الحرب من "حرب السيوف الحديدية" إلى "حرب الانبعاث أو النهضة" ومساعيه القائمة لتقديم رواية انتصار أمام الجمهور الإسرائيلي.

وأشار إلى أن هناك لجان تحقيق أقيمت بعد سنوات ومألوفة بالعمل في (إسرائيل) أو العالم ولا سيما أن هذا الأمر بالنسبة للائتلاف الحاكم "هي قضية حياة أو موت لذلك لا يريد نتنياهو أن تتشكل لجنة تطيح بحكومته أو شخصيته".

ولذلك، رجح ذهاب "نتنياهو" نحو تشكيل لجنة تحقيق حكومية معلومة الأعضاء ومحدودة العمل، تحظى بتأييد الائتلاف الحاكم دون الغوص في قضايا وتفاصيل كبيرة، واستدل بتجاهل "نتنياهو" دعوة رئيس محكمة الاحتلال العليا والمستشارة القضائية للحكومة لاستقبال الرئيس دونالد ترامب في الكنيست الشهر الجاري.

وأمام تلك المعطيات، توقع أن تقام "لجنة تحقيق رسمية" بعد نهاية حكم "نتنياهو" – إذا غادر الحكم – وسط ضعف المعارضة الإسرائيلية أمام شخصية الحاكم الإسرائيلي المتهم بعدة ملفات وقضايا فساد.

وتكرارا، هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلي نفتالي بينيت، سياسات الحكومة الحالية برئاسة نتنياهو، واصفا إياها بحكومة "الفشل يوم 7 أكتوبر" كما اتهمها بتدهور مكانة (إسرائيل) الدولية.

ورغم ذلك، يدور الجدل داخل (إسرائيل) عقب تقديم نائبة من حزب "عوتسما يهوديت"  بمشروع قانون في الكنيست لوقف محاكمة رئيس الوزراء الضالع بتهم فساد حكومية ورشوة مالية.

المصدر / فلسطين أون لاين