قائمة الموقع

المحرر الزويدي.. "ليلة العمر" التي تحولت إلى رحلة اعتقالٍ مريرة

2025-10-26T12:45:00+02:00
الأسير المحرر كرم عبد الناصر وادي
فلسطين أون لاين

طلب إجازة من عمله في دولة ليبيا الشقيقة، وتوجّه إلى غزة ليتزوّج ثم يعود مع زوجته إلى مكان عمله، لكن ما حدث له لم يكن في أشدّ كوابيسه خطرًا. فبعد أن أتمّ الخطبة وحدّد موعد الزواج في السابع من أكتوبر عام 2023، وبعد أن انتهت التجهيزات ونام على أمل الفرح بـ"ليلة العمر"، حمل له الصباح ما قلب حياة غزة وحياته إلى الأبد.

فالأسير المحرر حسين الزويدي (26 عامًا)، بدلًا من أن يستيقظ على دقّ طبول الفرح، أيقظته أصوات الصواريخ والقصف الإسرائيلي العنيف، ليتحوّل حلم الاستقرار الذي راوده إلى رحلة مريرة من النزوح والمعاناة.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فبعد نزوحه من مدينته بيت حانون إلى معسكر جباليا، حيث لجأ إلى مدرسة حفصة، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي المدرسة في الحادي عشر من ديسمبر 2023، وطلب من جميع الرجال النزول إلى الساحة، ثم قام باعتقال نحو خمسة وسبعين شخصًا، كان من بينهم حسين.

نقل الاحتلال المعتقلين إلى "البركسات" في غلاف غزة، حيث تعرّضوا للتعذيب الشديد، ولم يكونوا يعرفون الزمان أو المكان، قبل أن يُنقل حسين إلى مركز التحقيق في عسقلان لمدة قاربت الشهرين، تعرّض خلالهما لأبشع أنواع التعذيب والمعاملة القاسية.

ولم تتوقف رحلة التنقل المريرة بين سجون الاحتلال عند هذا الحد، إذ جرى نقله لاحقًا إلى سجن نفحة، حيث أمضى أكثر من عام في ظروف صعبة "مليئة بصنوف التعذيب المختلفة"، كما يقول.

ويمضي بالقول: "أحرقوني في كتفي، ونزفت من أكثر من موضع في جسدي، وكُسرت يدي ثلاث مرات، وضلع من أضلاع صدري. لقد كانت صنوف التعذيب لا تُحصى."

وفي غياهب سجون الاحتلال، لم يكن الزويدي يدري شيئًا عما يدور في العالم من حوله، حتى ديسمبر 2024، حين زاره محامٍ للمرة الأولى، وأخبره أن عائلته بخير، وأنهم كانوا يعتقدون أنه قد استُشهد!

ويشير إلى أن الحياة في المعتقلات غاية في القسوة، إذ يقول: "لم نكن نعرف شيئًا عن الخارج إلا إذا جاء معتقل جديد يروي لنا بعضًا مما يجري، في حين كانت مخابرات الاحتلال تمارس بحقنا حربًا نفسية قذرة؛ يكذبون على المعتقلين ويقولون لهم إن ذويهم قد استُشهدوا."

ولم تتوقف الحرب النفسية عند هذا الحد – كما يوضح الزويدي – بل أخبرونا أن أهلنا يموتون جوعًا، وعلّقوا صورًا لمناطق مدمّرة في غزة كُتب عليها "غزة الجديدة".

ويتابع: "كانوا يشنّون ضدنا حربًا جسدية ونفسية قاسية للغاية، لكن أغلب الشباب ظلّوا صامدين وصابرين بفضل الله."

وبعد الإفراج عن الزويدي ضمن المرحلة الأخيرة من صفقة "طوفان الأحرار"، وجد نفسه يواجه واقعًا أكثر قسوة، إذ أصبح نازحًا من بيت حانون إلى مدينة دير البلح دون خيمة تؤويه، ليبدأ فصلًا جديدًا من المعاناة بعد رحلة اعتقالٍ طويلة ومريرة.

اخبار ذات صلة