أعلن مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة، د. منير البرش، عن وصول ثلاثين جثمانًا لشهداء فلسطينيين إلى مستشفى ناصر الطبي في مدينة خانيونس، بعد أن احتجزتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي لفترات طويلة قبل تسليمهم ضمن الدفعات الأخيرة.
وقال البرش في تصريحات صحفية، إن الفحوصات الأولية للجثامين كشفت عن إصابات مروعة، تمثلت في سحقٍ كامل للرأس والصدر، وتهشّم في العظام، وتمزّق واسع في الأنسجة الرخوة، موضحًا أن تلك الإصابات "ناتجة عن وقوع الأجساد بين قوتين متعاكستين: الأرض من الأسفل وآليات عسكرية ثقيلة من الأعلى".
وأضاف أن طبيعة الإصابات تؤكد أن ما حدث ليس نتيجة معارك أو قصف مباشر، بل عمليات إعدام ميداني وسحق متعمّد لأجساد بشرية تحت جنازير الدبابات الإسرائيلية، واصفًا المشاهد بأنها "تفوق الوصف من حيث الوحشية والقسوة".
وأشار البرش إلى أن هذه الجريمة الجديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم والانتهاكات المروّعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة، مؤكدًا الحاجة إلى تحقيق دولي عاجل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال.
ووصل جثامين 30 شهيدا إلى مجمع ناصر الطبي في خانيونس، ضمن الدفعة السابعة من جثامين الأسرى الشهداء المفرج عنهم من قبل الاحتلال ضمن اتفاق التبادل.
وأفادت مصادر صحفية، بأن مجمع ناصر الطبي استلم من الصليب الأحمر جثامين 30 شهيدًا، اختطفهم الاحتلال خلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وبوصول جثامين شهداء اليوم، يصبح إجمالي الجثث المستلمة من الاحتلال 195 جثمانًا.
ومن جهته، طالب المكتب الإعلامي الحكومي، الهيئات الدولية بملاحقة مرتكبي المجازر في قطاع غزة ومحاسبتهم، وتشكيل لجان تحقيق رسمية على جرائم الاحتلال خلال حرب الإبادة الجماعية التي استمرَّت عامين وخلَّفت مئات آلاف الشُّهداء والجرحى، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية للقطاع وكافة القطاعات.
وقال المكتب الحكومي في تصريحات صحفية، إنَّ الاحتلال أعاد جثامين الشهداء وقد ظهرت عليها آثار تعذيب واضحة، مشيرًا إلى أنَّ الفحوص الرسمية أكدت ارتكاب الاحتلال انتهاكات بشعة في حق الشهداء.
وأشار إلى أن عددا من الشهداء تم إعدامهم شنقا أو بإطلاق النار من قرب، وفقًا لتقارير وزارة الصحة بغزة.
وقال مدير عام وزارة الصحة بقطاع غزة منير البرش، "فجعنا بحالة جثامين الشهداء الذين تعرضوا لتعذيب شديد وبعضهم مقيدون بالأغلال"، مشيرًا إلى أنَّ التشريح أظهر أن بعض الشهداء أعدموا من مسافة قريبة وآخرون تركوا ينزفون حتى الموت.
وذكر، أنَّ الاحتلال "الإسرائيلي" نهب أعضاء من أجساد الشهداء مثل القرنية والكلية والكبد، فيما أوضح أنَّ كلاب قوات الاحتلال نهشت أجساد الكثير من جثامين الشهداء التي انتشلت من الأنقاض.

