أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، أكبر مناورة عسكرية مشتركة على الحدود الشمالية بقيادة الفرقة 91، في خطوة تهدف رسميًا إلى اختبار القدرات الدفاعية والهجومية ورفع مستوى الجاهزية، بينما يرى مراقبون أن الهدف الأعمق يتمثل في فهم نوايا حزب الله والتعامل مع تطور قدراته الميدانية.
وبحسب ما أفاد به موقع معاريف، يعمل حزب الله على إعادة تأهيل مخازن الذخيرة وترميم البنى اللوجستية وتوسيع شبكاته العملياتية داخل لبنان وخارجه، بما في ذلك محاولات تهريب أسلحة إلى سوريا والضفة الغربية.
كما أشار الموقع إلى أن عمليات الاعتقال وتفكيك الخلايا في عدد من الدول، إلى جانب الغارات الإسرائيلية المتكررة على جنوب لبنان، تعكس استمرار نشاط الحزب على أكثر من مستوى.
ويرجّح محللون أن تُظهر المناورة تفوقًا تكتيكيًا لجيش الاحتلال كما جرت العادة في تدريباته، غير أن التجارب السابقة تشير إلى أن الجيوش غالبًا ما تتدرّب على حروب الأمس لا على حروب الغد. فبينما ركّزت استعدادات ما قبل السابع من أكتوبر على تهديد الأنفاق في غزة، تواجه (إسرائيل) اليوم تحديًا أكثر تعقيدًا في الشمال يجمع بين القتال التقليدي والحرب غير المتكافئة والتهديدات اللوجستية المتشابكة.
ووفقا للصحيفة، يرى مراقبون أن النجاح الحقيقي للمناورة لا يُقاس بعدد الأهداف التي تُصاب في الميدان، بل بقدرة المؤسسة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية على قراءة نوايا حزب الله وإحباط خططه قبل تنفيذها.
ويؤكد هؤلاء أن الردع الميداني وحده لا يكفي ما لم يُدعَم بجهود استخباراتية ودبلوماسية متكاملة، وإلا فإن الضربات الإسرائيلية قد تبقى محدودة التأثير بينما يواصل الحزب إعادة بناء قوته بوسائل جديدة.
وتشير التقديرات إلى أن المناورة الحالية جزء من مسار تدريجي أوسع لإعادة صياغة العقيدة العسكرية الإسرائيلية في الشمال. ومع خصم مرن ومتطور مثل حزب الله، تبدو الحاجة ملحّة إلى تفكير استراتيجي أعمق يستند إلى فهم "عقل الخصم" وتعطيل منظومته العملياتية ومنعه من مفاجأة إسرائيل مجددًا في الميدان.