عبّر عدد من النازحين من مخيم جنين عن غضبهم واستيائهم الشديد بعد قيام أجهزة تابعة للسلطة الفلسطينية بطردهم من أماكن إقامتهم المؤقتة، التي لجؤوا إليها عقب تدمير منازلهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على المخيم.
وقال نازحون إن عناصر من أجهزة الأمن قامت بإخلاء بعض العائلات بالقوة من المرافق العامة والمدارس التي كانت تؤويهم منذ أسابيع، دون توفير بدائل سكنية مناسبة أو وضع خطط واضحة لإعادتهم إلى منازلهم المهدّمة.
وأكد النازحون في تصريحات لصحيفة "فلسطين" أن ما جرى يمثل تجاهلًا لمعاناتهم الإنسانية، مشيرين إلى أن طردهم من أماكن الإيواء المؤقتة فاقم من معاناتهم المستمرة منذ النزوح القسري، وترك مئات الأسر في العراء دون مأوى أو خدمات أساسية.
وشهدت مدينة جنين مسيرة سلمية شارك فيها العشرات من النازحين للمطالبة بحقوقهم، حيث نددوا بما وصفوه بـ"الإجراءات التعسفية" ضدهم، وطالبوا بتوفير مساكن بديلة وتعويضات عاجلة للمتضررين.
وخلال المسيرة، اعتقلت أجهزة أمن السلطة النازح فارس أبو الراكز، أحد ممثلي العائلات النازحة من المخيم، بعد مشاركته في الاحتجاج السلمي، ما أثار موجة غضب بين صفوف الأهالي الذين اعتبروا الاعتقال محاولة لإسكات صوت المتضررين.
وطالب المشاركون بضرورة تدخل الجهات الحقوقية والإنسانية لضمان حماية النازحين وتوفير احتياجاتهم الأساسية، مؤكدين أن قضيتهم إنسانية بحتة ولا يجوز التعامل معها من منظور أمني أو سياسي.
وقال محمد السعدي، أحد النازحين من مخيم جنين، لصحيفة فلسطين: "أجهزة أمن السلطة تعاملت معنا بقسوة شديدة، وطردتنا بالقوة من الأماكن التي لجأنا إليها خلال الفترة الماضية. من الواجب — بل من الإلزام — على السلطة أن تؤمّن منازل مؤجرة للنازحين وتحافظ على كرامتهم بدلًا من طردهم والاعتداء عليهم واعتقال أحد ممثليهم".
وأوضح السعدي أن النازحين لا يعرفون إلى أين يتجهون بعد خطوة الطرد، خاصة مع استمرار تواجد جيش الاحتلال داخل المخيم وتدميره مئات المنازل والبنية التحتية فيه.
بدوره، أكد محمود أبو الهيجا، أحد نازحي المخيم، أن سكان جنين يستحقون الدعم والرعاية لا القمع والاعتداء، مستنكرًا ما وصفه بـ"المعاملة المهينة" من قبل بعض عناصر الأجهزة الأمنية.
وقال أبو الهيجا لصحيفة فلسطين: "لا أحد يتكفّل بنا في دفع الإيجارات أو تقديم الدعم النفسي أو المالي. نعيش أوضاعًا إنسانية صعبة للغاية في ظل الدمار الواسع وتأخر جهود إعادة الإعمار".
وأضاف أن أبناء النازحين بحاجة ماسة إلى مستلزمات الحياة الأساسية مثل حليب الأطفال، والأغطية، والطعام، وأماكن للمبيت، مشيرًا إلى أن استمرار تجاهل معاناتهم قد يؤدي إلى تفجّر أزمة اجتماعية، ويدفع النازحين إلى التحرك الميداني رفضًا للتجاهل الرسمي.