فلسطين أون لاين

يصنع السيوف يدوياً منذ 25 عاماً

في يد "أبو وادي".. حديد غزة يصير سيوفاً

...
أبو وادي يستعرض بعضاً من السيوف التي صنعها (الأناضول)
غزة - الأناضول

في أحد أركان ورشته شرقي مدينة غزة، يضع "معين أبو وادي" اللمسات النهائية على سيف حديدي صنعه بطريقة يدوية.

عن هذه الصناعة، يقول "أبو وادي" (47 عاماً) : "أقضي النهار كاملاً في صنعها؛ فهي مصدر دخلي، إضافة إلى رغبتي في إحياء التراث الفلسطيني.. هذه مهنتي منذ 25 عاماً، وقد اكتسبت مهاراتها من والدي، الذي ورثها عن جده".

وبينما يستعد لتسليم سيف انتهى للتو من صناعته، لأحد المشترين، تابع الرجل: "صناعة السيوف ليست بالأمر السهل؛ فهي تحتاج دقة وخبرة ومعرفة كبيرة كي تتقنها، فتصنع سيوفاً بجودة عالية".

خلف امتهان كل مهنة سبب، والسبب بالنسبة لـ"أبو وادي" هو أن مهنته "تحمل شيئاً من ماضي الأجداد والآباء، كما أنها مصدر رزق لي ولعائلتي".

عن رواج سيوفه، أوضح أن "الطلب على شراء السيوف آخذٌ في الازدياد خلال الفترة الماضية، إذ بات العديد من المواطنين يريدون امتلاكه، وأنا أصنع أربعة في الشهر الواحد، أي واحد كل أسبوع".

وهذه السيوف، وفق "أبو وادي"، "تختلف أسعارها وفق جودتها، فالتقليدي العادي يباع بنحو 200 دولار أمريكي، بينما توجد أخرى يتجاوز ثمنها هذا المبلغ، بحسب ما يريده المشتري من معدن وشكل".

وكما بيّن، لا تعتبر هذه الأسعار مرتفعة، "فصناعة السيف تمر بمراحل عديدة، حيث يتم إحضار قطعة من الحديد، ثم تشكيلها إلى هيكل منحني بعض الشيء لتأخذ شكل السيف، وبعدها أزيل الشوائب وأنعمها بشكل جيد، ثم أسن الحديد ليصبح حاداً، وبعدها أعد ممسكاً وجراباً (غمداً) من الخشب أو المعدن، وأخيراً أكسو السيف بالجلد وأزخرفه بشكل تراثي".

وعادة ما يستخدم المشترون السيوف للتباهي بها، وتعليقها في منازلهم، كما تستخدمها فرق الدبكة البدوية للاستعراض في الحفلات الشعبية، فللسيف تاريخ طويل مع العرب، وتتعدد أسماؤه، ومنها: "البتار" و"الحسام" و"المهند" و"الفاروق".

لكن مثل كل شي في قطاع غزة الذي تحاصره (إسرائيل) منذ عشرة سنوات، تعاني صناعة "أبو وادي" من صعوبات، أبرزها، كما قال "عدم توفر المواد الخام، كأنواع معينة من الحديد والآلات الإنتاجية الجديدة؛ فالاحتلال الإسرائيلي تمنع إدخال الآلات الإنتاجية وأجهزة اللحام، والحديد ذو الجودة العالية".

وبزعم الخشية من استخدام الفصائل الفلسطينية الحديد في صناعة أسلحة وتنفيذ أعمال عسكرية مناهضة لها، تفرض حكومة الاحتلال الإسرائيلي قيوداً على إدخال الحديد ومواد أخرة كثيرة إلى غزة، إذ تعتبرها مواداً "ذات استخدام مزدوج"؛ وهو ما يضر كثيراً بحياة قرابة مليوني نسمة يسكنون القطاع.