قائمة الموقع

صفقة "طوفان الأقصى"... المقاومة تنجز وعدها وتكرِّس فشل (إسرائيل)

2025-10-13T19:59:00+03:00
صورة تعبيرية
فلسطين أون لاين

لم تكن صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي حدثا عابرا، بل محطة تاريخية في مسار الصراع، إذ كرست فشل الرهان الإسرائيلي على الحسم العسكري والاستخباري، وأعادت تثبيت معادلة المقاومة التي أعلنتها منذ البداية: "لن يرى الأسرى الإسرائيليون النور إلا عبر صفقة تبادل، لا بالقوة".

ويرى مراقبون لصحيفة "فلسطين"، أن الصفقة شكلت تتويجًا لصمود غير مسبوق للمقاومة، التي تمكنت من الاحتفاظ بالأسرى الإسرائيليين لعامين كاملين رغم الحرب المفتوحة والتفوق التكنولوجي للاحتلال، معتبرين ذلك إنجازًا تاريخيًا ومعجزًا يؤكد قدرة المقاومة على فرض إرادتها ومعادلاتها على الأرض، رغم تفوق (إسرائيل) ودعمها الغربي اللامحدود.

وأفرجت كتائب القسام أمس عن 20 أسيرا إسرائيليا أحياء وجثامين أربعة آخرين ضمن اتفاق لوقف حرب الإبادة وتبادل الأسرى في مقابل 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، إضافة إلى نحو 1700 آخرين اعتقلهم الاحتلال من قطاع غزة بعد الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقالت القسام في بيان، إن ما تم التوصل إليه من اتفاق هو ثمرة لصمود الشعب الفلسطيني وثبات مقاوميه، الذين كانوا حريصين على إيقاف حرب الإبادة لكن (إسرائيل) أفشلت كل الجهود لحساباتها الضيقة.

انجاز تاريخي

يقول مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات د. محسن صالح إن صفقة تبادل الأسرى تمثل إنجازًا تاريخيًا واستثنائيًا للمقاومة الفلسطينية، وتؤكد قدرتها على فرض إرادتها ومعادلاتها على الاحتلال رغم حرب الإبادة.

وأوضح صالح أن احتفاظ المقاومة بالأسرى الإسرائيليين لمدة عامين، هو عمل معجز وإنجاز غير مسبوق تحقق في ظل ظروف ميدانية واستخبارية بالغة الصعوبة، وفي مواجهة أعتى جيوش العالم وأقوى الأجهزة الاستخبارية التي فشلت جميعها أمام إرادة المقاومة.

وبين أن المقاومة انتصرت في معركة الإرادة، إذ أثبتت حماس والشعب الفلسطيني أنه لا يمكن لأي قوة في العالم أن تكسر إرادتهم أو تفرض عليهم الاستسلام، وأنهم قادرون على فرض شروطهم على الاحتلال مهما بلغت التضحيات.

وشدد على أن الصفقة أظهرت انتصار المقاومة في معركة الاستخبارات مع الاحتلال، رغم ما يمتلكه من إمكانات هائلة ودعم استخباري من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى، فقد فشلت تلك الأجهزة في كشف مكان الأسرى، بينما نجحت حماس في الحفاظ على سرية تامة لمواقع الاحتجاز طوال عامين.

وخلص صالح إلى أن هذه الصفقة تؤكد أن المقاومة ليست مجرد قوة عسكرية فحسب، بل منظومة متكاملة تمتلك الإرادة والعقيدة والانضباط والتنظيم، وقادرة على تحقيق معادلات نصر حقيقية في مواجهة الاحتلال رغم الفارق الكبير في الإمكانات والظروف.

صمود أسطوري

من جانبه، يقول الباحث في الشأن الفلسطيني د. هاني الدالي إن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين هو إنجاز تاريخي لـ"طوفان الأقصى"، وجاء ثمرة لصمود شعبنا الأسطوري والمقاومة التي كانت مدرسة في الصبر والتحدي والإرادة والعمليات العسكرية الإبداعية والتكتيكات في مواجهة الاحتلال.

ويضيف الدالي أن ما جرى يعزز السردية التي أكدها منذ بداية المعركة، وهي أن الاحتلال الإسرائيلي "لن يفرج عن أسراه إلا من خلال شروط المقاومة وطاولة المفاوضات"، موضحًا أن الاحتلال رغم استخدامه كل قوته العسكرية لم يستطع تحرير أي أسير إلا عبر شروط المقاومة.

ويعتبر أن صور انتشار كتائب القسام خلال تسليم الأسرى تمثل "علامة من علامات نصر المقاومة وهزيمة الاحتلال"، مؤكدًا أن المقاومة لا تزال تحتفظ بقدراتها العسكرية والتنظيمية، وأن المشهد الميداني يعكس "لوحة وطنية كاملة" شاركت فيها كل فصائل المقاومة في الميدان والمفاوضات وإدارة الشأن الفلسطيني.

اخبار ذات صلة