قائمة الموقع

عامان من الحرب.. المقاومة تُفشل الأهداف الإسرائيلية وتفرض معادلة الصمود

2025-10-12T12:05:00+03:00
مقاتلون في كتائب القسام خلال دفعة تبادل أسرى سابقة

بعد عامين كاملين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تتزايد المؤشرات التي تؤكد أن العملية العسكرية الأطول والأعنف في تاريخ الصراع لم تحقق أهدافها المعلنة، وفي مقدمتها استعادة الأسرى الإسرائيليين وتفكيك بنية المقاومة، لتنتهي الحرب بانسحابٍ إسرائيليٍّ دون نصرٍ سياسي أو عسكري واضح.

منذ الأيام الأولى للحرب، أعلنت القيادة السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال أن هدف العملية هو القضاء على حماس واستعادة الرهائن، إلا أن مرور عامين كشف عجز الجيش عن تحقيق أيٍّ من هذه الأهداف، رغم الاجتياح البري الواسع وارتكاب المجازر بحق المدنيين وتدمير البنية التحتية للقطاع.

وخلال العامين، واجه جيش الاحتلال بيئة قتالية معقدة، واستخدمت المقاومة تكتيكات مرنة أنهكت قواته وتسببت بخسائر بشرية ومادية غير مسبوقة، ما صعّب عليه تحقيق أيٍّ من أهدافه المعلنة.

وقال مراقبون إن تعنّت الحكومة الإسرائيلية ورفضها صفقات التبادل المقترحة أظهر أزمة قيادة سياسية وفشلًا في إدارة هذا الملف، ما تسبب بضغط شعبي متزايد داخل إسرائيل.

ملحمة تعبويّة

الخبير العسكري قاصد محمود أوضح أن نخبة ألوية جيش الاحتلال فشلت في تنفيذ العمليات التي أُوكلت إليها داخل قطاع غزة، مؤكدًا أن المقاومة اكتسبت خلال العامين الماضيين خبرة ميدانية كبيرة، وتعرّفت عن قرب على آليات وأساليب وطرق توغّل جيش الاحتلال، وأعدّت نفسها جيدًا لهذه الحرب.

وقال محمود لصحيفة فلسطين: "إن المعارك كانت ضارية للغاية، تميزت بالكمائن والاشتباكات من مسافة الصفر"، مشيرًا إلى أنها كانت معركة إثبات وجود حقيقية وإصرار من المقاومة على كسر أنف جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أن جيش الاحتلال لم يحقق أي نتائج تُذكر خلال هذا الهجوم الطويل، بينما نجحت المقاومة في خوض ملحمة تعبويّة متميزة، استخدمت فيها القصف والقذائف بكفاءة عالية، ومنعت قوات الاحتلال من تحقيق أي استقرار في تجمعات جنوده ووحدات نخبه.

وأضاف محمود أن كتائب القسام استخدمت خلال المعارك صواريخ جديدة للمرة الأولى، ونجحت في توثيق نتائجها ونشر مشاهد عملياتية أثبتت وقوع قتلى وإصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين.

وأكد الخبير العسكري أن الادعاء الإسرائيلي بالبقاء في غزة لن يستمر، لأن الاحتلال سيدفع ثمنًا باهظًا مقابل استمرار وجوده اليومي، مشددًا على أن المقاومة ستُفشل كل محاولاته لترسيخ هذا الوجود.

وأشار إلى أن المشهد العملياتي يُظهر نجاح المقاومة الكامل، في حين يقف الاحتلال أمام انسداد أفق استراتيجي رغم استخدامه الطائرات والمدافع واستهدافه العشوائي للمدنيين والمنازل.

وبيّن أن الاحتلال استخدم ألوية المظليين واقتحم المناطق المدنية بعد قصف عنيف، لكنه فوجئ بمقاتلي المقاومة الذين اشتبكوا معه من مسافة الصفر، مستفيدين من فهمٍ عميقٍ لأساليبه العملياتية.

واعتبر أن الحديث عن "تدمير المقاومة" ادعاء كاذب، فالمعارك الميدانية تثبت العكس، إذ أظهرت المقاومة كامل بأسها القتالي طيلة العامين الماضيين، وأفشلت العدوان المتكرر.

وأوضح أن المقاومة تقدّمت على جيش الاحتلال بأساليب قتال ذكية، وبروح قتالية عالية وشجاعة نادرة وإصرار على النجاح، ما جعلها تُفشل العدوان بشكل واضح، لافتًا إلى أن هناك آليات عسكرية إسرائيلية لم تعد إلى الداخل بعد تدميرها بالكامل، ولا تزال بقاياها شاهدة داخل قطاع غزة، وهو ما يعكس أن هذا الجيش قد كُسِر أنفه فعليًا.

فشل تحقيق أهداف الحرب

من جانبه، أكد الخبير العسكري نصر سالم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن منذ اللحظة الأولى للحرب أن هدفه "القضاء على حركة حماس"، لكنه لم يحقق هذا الهدف، وكل ما فعله كان قصف المدنيين.

وقال سالم لـ"فلسطين": "لم تكن هناك أي مواجهة ناجحة لجيش الاحتلال خلال الحرب، وكل ما يجيده هو القصف عن بُعد، فهو لا يُجيد القتال على الأرض".

وأوضح أن جيش الاحتلال مرّ بحالة ضغط كبيرة، وفشلٍ ذريع خلال العدوان على قطاع غزة، حيث لم يحقق شيئًا على الأرض، وتعرض لخسائر كبيرة بفعل الكمائن التي نفذتها المقاومة.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال لم ينفذ عمليات التحام مباشر مع المقاتلين الفلسطينيين، وأن الفشل العسكري يلاحقه كما الفشل الأمني، ما يعكس غياب المعلومات الدقيقة لدى الجيش خلال المعارك.

ولفت إلى أن المعارك أظهرت غياب الجرأة لدى جيش الاحتلال على المواجهة، بينما نجحت المقاومة في استدراج قواته إلى مناطق قتلٍ محكمة وتنفيذ كمائن دقيقة ضد الجنود والآليات.

وحول تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشأن الاستمرار في الوجود داخل غزة، ذكر سالم أن ذلك هدفه سياسي بحت، في ظل فشل تحقيق الأهداف المعلنة للحرب.

اخبار ذات صلة