قرّرت لجنة نوبل، منح جائزة نوبل للسلام، لزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو.
وقال رئيس لجنة نوبل النرويجية، يورغن واتنه فليدنس في أوسلو، إن "ماريا كوريا ماتشادو، قدّمت مثالا استثنائيا على الشجاعة في النشاط المدني في أميركا اللاتينية في الفترة الأخيرة".
وأعلن البيت الأبيض رفضه لقرار لجنة نوبل بعدم منح جائزة السلام للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد أن أُعلنت فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بالجائزة. وكتب المتحدث باسم البيت الأبيض، ستيفن تشانغ، على منصة "إكس": "لقد أثبتت لجنة نوبل أنها تُعلي من شأن السياسة على السلام".
مدعومة من واشنطن
ماتشادو مدعومة في الأساس من الولايات المتحدة الأميركية للإطاحة بالرئيس الفنزويلي المعادي لأميركا، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مكافأة لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى اعتقال مادورو، متهمة إياه بأنه "أحد أكبر مهربي المخدرات في العالم"، وفقا لموقع قناة "بي بي سي".
وبلغت المكافأة 50 مليون دولار، ووصفت الحكومة الفنزويلية هذه الخطوة بأنها "مثيرة للشفقة".
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فلم يتوقف العداء إلى هذا الحد، ففي 2024 اعترفت الولايات المتحدة بزعيم المعارضة الفنزويلية إدموندو غونزاليس رئيسا شرعيا منتخبا للبلاد، في أعقاب الانتخابات التي أجريت في يوليو/تموز الماضي.
وقال ترامب حينها على مواقع التواصل الاجتماعي: "ناشطة الديمقراطية الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو والرئيس المنتخب غونزاليس يعبران سلميا عن أصوات وإرادة الشعب الفنزويلي مع مئات الآلاف من الأشخاص الذين يتظاهرون ضد النظام. لا ينبغي أن يتعرض هؤلاء المناضلون من أجل الحرية للأذى، ويجب أن يظلوا آمنين وأحياء".
الوجه الآخر لماتشادو.. البعيد عن السَّلام
عبّرت المعارِضة الفنزويلية في أكثر من مناسبة عن تأييدها العلني لـ "إسرائيل"، ووصفتها بأنها "حليفة للحرية" في الخطاب الغربي، معتبرة أن "كل من يدافع عن قيم الغرب يقف إلى جانب دولة إسرائيل"
وفي سياق مواقفها المؤيدة للاحتلال، أعلن حزبها "فينتي فنزويلا" توقيع "اتفاق تعاون" مع حزب "الليكود" الإسرائيلي، في خطوة عُدّت ترجمة سياسية لتحالفها المعلن مع القوى الغربية الداعمة لها.
ماتشادو تعهّدت، في حال وصولها إلى السلطة، بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين فنزويلا و"إسرائيل"، التي قطعتها حكومة كاراكاس عام 2009، وبنقل سفارة بلادها من "تل أبيب" إلى القدس، في ما وصفته بـ"الاعتراف الكامل بسيادة إسرائيل على المدينة".
وخلال حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال "الإسرائيلي" على غزة، أبدت ماتشادو تضامنها مع "إسرائيل"، وشكرتها على "دعمها للمعارضة الفنزويلية" ولـ"إدموندو غونزاليس" الذي تعتبره "الرئيس الشرعي" للبلاد.
كما جدّدت تأييدها للتدخلات التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة، ووصفت العمليات العسكرية ضد من تسميهم "الإرهابيين" بأنها "دفاع عن القيم الغربية"، في ما يعكس استمرار تموضعها ضمن المحور الأميركي "الإسرائيلي".
ووفقًا لقناة “i24news”، العبرية، كان الحزب المعارض الذي تترأسه ماشادو، حزب فينتي فنزويلا، قد وقع في عام 2020 على اتفاقية تعاون مع حزب الليكود "الإسرائيلي" بهدف تعزيز العلاقات بين الشعبين، تضمنت التعاون في الشؤون السياسية والأيديولوجية والاجتماعية والاستراتيجية والجغرافية السياسية والأمنية.
وصرحت ماشادو علنا بأن القوى الديمقراطية في فنزويلا و"إسرائيل" لها "عدو مشترك" يتمثل في "القوى الإجرامية التي تقوض الحرية والسلام في العالم".
وسلطت ماشادو الضوء على دعم فنزويلا التاريخي "لإسرائيل"، مشيرة إلى أن فنزويلا كانت إحدى الدول التي أيدت قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة رقم 181، والذی تبعه إنشاء الدولة عام 1948. وتنظر ماشادو إلى توطيد العلاقات مع الكيان على أنه أمر استراتيجي.