عقدت لجنة نوبل النرويجية التي تمنح جائزة نوبل للسلام اجتماعها الأخير الاثنين الماضي، وفقما أعلنت مؤسسة نوبل أمس الخميس، قبل يوم من الإعلان عن اسم الفائز بالجائزة لعام 2025.
وتتألّف هذه اللجنة من 5 أعضاء، وعادة ما تتخذ قرارها قبل أيام عدة أو حتى أسابيع من الإعلان الرسمي، وتجتمع مرة أخيرة في المرحلة النهائية قبل الإعلان لصياغة حيثيات القرار بدقة.
وقال الناطق باسم مؤسسة نوبل النروجية إريك أوسايم "وُضعت اللمسات الأخيرة الاثنين لكننا لا نحدد مطلقا متى تتخذ لجنة نوبل قرارها".
وأضاف أن اللجنة لن تعقد أي اجتماع جديد قبل إعلان اسم الفائز اليوم الجمعة عند الساعة 9:00 بتوقيت غرينتش.
وقال تقرير نشرته "تايمز" إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يخوض حملة ضغط "عدوانية وغير مسبوقة" على لجنة نوبل النرويجية للفوز بجائزة للسلام، ولفتت الصحيفة إلى سوابق تاريخية لرؤساء أميركيين مثيرين للجدل حازوا على الجائزة.
وكشف إريك آسهيم المتحدث باسم معهد نوبل -للصحيفة البريطانية- أن اللجنة اتخذت قرارها النهائي يوم الاثنين (الماضي) أي قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مما يعني أن الاتفاق الأخير لم يؤثر في قرارها الذي سيعلن عنه غدا.
وبهذا الصدد، أوضح تقرير تايمز أن مداولات اللجنة سرية تماما، وأن أعضاء اللجنة النرويجية الخمسة يؤدّون قسما بعدم الإفصاح عن أي تفاصيل، كما أن قوائم الترشيحات للجائزة تبقى سرية لمدة 50 عاما.
ومن بين المرشحين الآخرين الذين يذكرون بشكل متكرر يوليا نافالنايا أرملة المعارض الروسي أليكسي نافالني، إضافة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وشبكة من المبادرات الإنسانية في السودان.
هل يفوز ترامب؟
ولفت تقرير تايمز إلى أن لجنة نوبل كانت في بعض المناسبات تمنح جائزة السلام لقادة حققوا اختراقات دبلوماسية مهمة، رغم انزعاج الرأي العام النرويجي أو المعارضة المحلية.
وذكر أنه عام 1906، حصل الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت على جائزة نوبل للسلام بعد وساطته لإنهاء الحرب الروسية اليابانية، رغم أنه كان إمبرياليا متشددا ويدافع بقوة عن مصالح واشنطن بأميركا اللاتينية.
أما عام 1973 -حيث يتابع التقرير- فقد مُنحت الجائزة لوزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر لتفاوضه على انسحاب الولايات المتحدة من فيتنام. وجاء ذلك بينما كان القتال لا يزال مستمرا، وكان كيسنجر محل انتقاد واسع لدوره في الانقلابات والتدخلات العسكرية في مختلف أنحاء العالم.
ولكن تايمز أشارت أيضا إلى جائزة عام 2010، حين حصل الناشط الحقوقي الصيني ليو شياوبو على الجائزة رغم تحذيرات بكين من منحها له، مما أكد استقلالية اللجنة حتى في مواجهة ضغوط سياسية خارجية، حسب ما قالت الصحيفة البريطانية.
وقال مسؤول أوروبي للصحيفة إن فوز ترامب "غير وارد على الإطلاق" وأضاف أن "اللجنة مستقلة إلى حد ما، رغم أنها تتألف من برلمانيين سابقين، ولكن منح نوبل لترامب سيؤدي على الأرجح إلى دعوات شعبية لإغلاق الجائزة برمتها".
وتابع المصدر "في رأيي، من الأرجح أن تختار اللجنة فائزا مناهضا لترامب، يكرّم النظام الدولي القائم على القانون والتعددية".
ترامب ينتظر
وبذلك يكون الاجتماع الأخير للجنة أتى قبل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الخميس التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى في قطاع غزة.
ونشر البيت الأبيض -على منصة إكس- في وقت سابق اليوم صورة لترامب، كتب عليها "رئيس السلام"، في إشارة إلى نجاحه في وقف الحرب.
من سيقرر؟
بيّن تقرير الصحيفة أن مصير ترامب مرتبط بميول الأعضاء الخمسة في اللجنة، ويرأسها يورغن واتنه فريدنِس (41 عاما) وهو أصغر رئيس في تاريخ اللجنة، وناشط معروف في مجال حقوق الإنسان.
وأوضح أن فريدنِس يتبنى مواقف تدافع عن الديمقراطية ونزع السلاح النووي.
أما نائبه آسلي توجي (51 عاما) فإنه لا يخفي ميوله إلى التيار المحافظ، حسب التقرير، وقد حضر حفل تنصيب ترامب لولايته الثانية وعبّر علنا عن إعجابه به ودعا المحللين لأخذ سياساته بجدية.
وتضم اللجنة أيضا آن إنغر (75 عاما) الزعيمة السابقة لحزب الوسط، وغري لارسن (49 عاما) العضوة السابقة في حزب العمال التي انتقدت سياسات ترامب الإغاثية.
وأخيرا، هناك كريستيان كليميت (68 عاما) وزيرة التعليم السابقة التي هاجمت ترامب علنا في منشوراتها السابقة على وسائل التواصل.
وبينما حظيت خطة ترامب للسلام في غزة بترحيب في النرويج، أشارت صحيفة تايمز -استنادا إلى آراء دبلوماسيين- إلى أن تصرفات ترامب الأخرى مثل تفكيك وكالة المساعدات الأميركية، وسجله في حقوق الإنسان، وتهديداته بضم غرينلاند، قد تقلل من فرصه في الفوز بجائزة نوبل للسلام.

