استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون، مساء الخميس، في قصفٍ إسرائيلي متواصل على مناطق متفرقة من قطاع غزة، وذلك بعد ساعاتٍ فقط من الإعلان عن التوصّل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال بوساطة مصرية – قطرية – تركية وبرعاية أميركية.
وأفاد مراسلنا وشهود عيان بأنّ طائرات الاحتلال الحربية والمدفعية استهدفت شمال ووسط وجنوب القطاع، ونفّذت سلسلة غارات وقصفٍ بالقذائف والرصاص الحي والقنابل الدخانية، بالتزامن مع تحليقٍ مكثّفٍ للطائرات في أجواء القطاع.
في مدينة خان يونس، استُشهد شاب فلسطيني وأُصيب عدد من المواطنين جرّاء قصفٍ استهدف تجمّعًا للمدنيين في حارة البيوك وسط المدينة، فيما استشهدت امرأة وأُصيب آخرون في قصفٍ مدفعي استهدف مدينة حمد السكنية. كما أُصيب عدد من الفلسطينيين في قصفٍ استهدف مجموعة مدنيين قرب دوّار بني سهيلا شرق خان يونس.
وأصيب عدد من المواطنين بنيران قوات الاحتلال شمال غرب مخيم النصيرات، قرب ما يُعرف بـ"مدينة الأسرى"، أثناء محاولتهم العودة من الجنوب إلى الشمال عبر شارع الرشيد الساحلي، فيما واصلت المدفعية قصف محيط المنطقة بالقذائف والقنابل الدخانية.
وفي مدينة غزة، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي عدّة غارات على أحياء الزيتون والصبرة وشارع النفق، دون أن يُبلّغ عن وقوع إصابات. كما أطلقت طائراتٌ مُسيّرة النار على نازحين داخل مدرسة اليرموك غرب المدينة، ما أدى إلى وقوع عددٍ من الإصابات.
وفي حي الزيتون جنوب شرق المدينة، أُصيب أربعة مواطنين جرّاء قصفٍ طال عدّة مناطق سكنية، بينما شوهدت أعمدة الدخان الكثيفة تتصاعد من المناطق المستهدفة، وسط إطلاق نار كثيف من آليات الاحتلال وتحركاتٍ ميدانية مكثفة.
وتأتي هذه الانتهاكات رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن فجر الخميس مرحلة التنفيذ، بعد أربعة أيامٍ من مفاوضاتٍ غير مباشرة في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة وفودٍ من حماس وإسرائيل، ورعايةٍ من الولايات المتحدة وتركيا وقطر ومصر.
يُشار إلى أن الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتضمن 20 بندًا، أبرزها وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وانسحاب الاحتلال، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب.
ومنذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشنّ الاحتلال حرب إبادةٍ على قطاع غزة، أوقعت أكثر من 67 ألف شهيد وقرابة 170 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وتسبّبت في مجاعة خانقة أودت بحياة مئات المدنيين، في جريمةٍ تُعدّ من أفظع ما شهدته الإنسانية الحديثة.