قائمة الموقع

مطالبات بالتَّحقيق بعد اتِّهام شخصيَّات أمميَّة في غزَّة بـ "خدمة الاحتلال"

2025-10-07T17:41:00+03:00
مطالبات بالتَّحقيق بعد اتِّهام شخصيَّات أمميَّة في غزَّة بـ "خدمة الاحتلال"

أعرب مركز غزة لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء ما كشفه موقع The New Humanitarian من معطيات خطيرة تتعلق بتورط مسؤولين في منظومة الأمم المتحدة بـ"التماهي مع السياسات الإسرائيلية" التي تستهدف تجويع السكان الفلسطينيين وإخضاعهم قسرًا في قطاع غزة.

وقال المركز في بيان صحفي، الثلاثاء، إن ما ورد في التقرير بشأن سوزان تكاليتش، نائبة منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة، يثير اتهامات خطيرة من زملائها والعاملين في المجال الإنساني بغزة تتعلق بـ"تمكين إسرائيل من تسييس المساعدات، وإقصاء وكالة الأونروا من دورها المركزي، وإضعاف التنسيق الإنساني".

وأكد المركز أن شهادات العاملين الإنسانيين حول سماح تكاليتش لسلطات الاحتلال بالتلاعب في آلية توزيع المساعدات، وتردّدها في مواجهة القيود المفروضة على دخول الإغاثة، وتكرارها للروايات الإسرائيلية تستدعي فتح تحقيق عاجل وإيقافها عن مهامها مؤقتًا لضمان سير العمل الأممي بشكل مهني ومسؤول.

وشدد البيان على أن هذه المعطيات تثير مخاوف جدية بشأن نزاهة وشفافية العمل الإنساني في الأراضي الفلسطينية، وتعكس انحرافًا خطيرًا عن المبادئ التي يفترض أن تحكم منظومة الأمم المتحدة، محذرًا من خطورة تسييس المساعدات وتحويلها إلى أداة ضغط تخدم أهداف الاحتلال.

وطالب مركز غزة لحقوق الإنسان الأمم المتحدة بـفتح تحقيق مستقل وشامل وعلني في هذه الاتهامات، وضمان المساءلة والشفافية الكاملة، والعمل على إعادة الاعتبار لمعايير الحياد والنزاهة في إدارة المساعدات الإنسانية.

كما دعا إلى إبعاد العمل الإنساني عن أي انخراط في سياسات الاحتلال، وإلى تمكين وكالة الأونروا من أداء دورها الكامل في تقديم الإغاثة للفلسطينيين.

وأكد المركز أن ما يجري في غزة بعد عامين من العدوان يمثل جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، ترافقها مجاعة متفشية وانهيار شامل في البنية الصحية والإنسانية، مشيرًا إلى أن الاعتراف بهذا الواقع والالتزام بمقتضياته القانونية والإنسانية أصبح ضرورة لإنقاذ حياة أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون الموت جوعًا ومرضًا تحت الحصار والقصف المستمر.

وفي تقرير ترجمته "فلسطين أون لاين"، كشفت صحيفة ذا نيو هيومانيتاريان (The New Humanitarian) عن اتهاماتٍ موجّهة إلى نائبة منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سوزانا تكاليك—وهي أعلى مسؤولة أممية في غزة—بأن أسلوب إدارتها لملف الوصول الإنساني “سهّل عمليًا” توظيف إسرائيل للمساعدات كأداة ضغط، وقلّص دور الأونروا، وعمّق تشتّت الاستجابة بين وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

ونقلت الصحيفة في تحقيقها، عن أحد عشر عاملَ إغاثةٍ يشاركون حاليًا أو شاركوا مؤخرًا في جهود الاستجابة الإنسانية في غزة، قولهم إن نائبة منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سوزانا تكاليك، سمحت للسلطات الإسرائيلية بالتلاعب بعمليات الإغاثة، ولم تواجه القيود المتزايدة المفروضة على دخول المساعدات، كما ردّدت مبررات إسرائيل دون تمحيص.


 

وأضاف العاملون – وبينهم خمسة يشغلون مواقع قيادية – أن تكاليك همّشت وكالة الأونروا واستبعدت ممثليها من الاجتماعات الأساسية، وشجعت كل وكالة على التفاوض بشكل منفرد مع سلطات الاحتلال، ما زاد من تشتّت القيادة الإنسانية في غزة.

وأوضحوا أن تكاليك التي عُيّنت مطلع عام 2025 بعد أن منعت إسرائيل إصدار تأشيرات لكوادر الأونروا، تتولى التفاوض مع السلطات الإسرائيلية بشأن ترتيبات دخول المساعدات نيابة عن الأمم المتحدة وشركائها الإنسانيين، مؤكدين أن أسلوب إدارتها أضعف الموقف الأممي الموحّد.

وقال ثلاثة من عمال الإغاثة إن تكاليك فاوضت الاحتلال للسماح بتوزيع خيام في جنوب القطاع قبل الهجوم الواسع على مدينة غزة، معتبرين ذلك قبولًا ضمنيًا بالنزوح الجماعي، بينما تفاوضت لاحقًا على اتفاق لإدخال الدقيق إلى المخابز فقط بدل توزيعه على الأسر، ما أدى إلى فوضى وازدحام انتهى بنهب مستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي في دير البلح وسقوط ضحايا من المدنيين.

وأشار آخرون إلى أن تكاليك عملت على تهميش الأونروا، ودفع مهام توزيع الغذاء إلى برنامج الأغذية العالمي رغم افتقاره للبنية التحتية الواسعة التي تمتلكها الأونروا منذ عقود.

كما قال عدد من الشهود إنها فاوضت لإدخال طعام للكلاب الضالة قرب دار ضيافة للأمم المتحدة في دير البلح خلال ذروة المجاعة، معتبرين ذلك دليلاً على “انعدام حساسية” تجاه معاناة السكان وموظفي الإغاثة الذين كانوا ينهارون من الجوع.

وأضاف عاملون أن تكاليك ورئيسها رامز الأكبروف قدّما في اجتماعات مع منظمات دولية صورة متفائلة لا تعكس الواقع القاتم المتمثل في نقص الوقود والكلور ومواد الإيواء واستمرار إغلاق المعابر وتدهور الأوضاع الغذائية والصحية، خصوصًا في شمال القطاع.


 

وبيّنت المصادر أن تكاليك كانت كثيرًا ما تغادر غزة، مما أثقل الموارد اللوجستية المحدودة وترك فراغًا في القيادة الميدانية، بينما قالت هي إن خروجها اقتصر على متطلبات الدور وتوجيهات القيادة.

كما وثّقت الصحيفة اجتماعًا نصحت فيه تكاليك صحفيين محليين بمنع النهب دون الإشارة إلى القيود الإسرائيلية، فاعتبر الصحفيون حديثها “إهانةً”، مؤكدين أنهم أنفسهم يعانون الجوع والخسائر.

 تكاليتش في لقاءً مع صحفيين فلسطينيين في يونيو طالبتهم خلاله “بتهدئة مجتمعاتهم ومنع النهب”، دون أن تذكر إسرائيل. الصحفيون ردوا ببيان وصفوا فيه حديثها بأنه "إهانة لا تُحتمل"، وقالوا: "لا يمكن مناقشة النهب دون التطرق إلى جرائم الاحتلال".

اخبار ذات صلة