انطلقت، مساء الاثنين، في العاصمة المصرية القاهرة، المباحثات غير المباشرة بين وفود من حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وعدد من الدول الإقليمية، في إطار الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد مرور عامين على اندلاع الحرب الإسرائيلية المدمّرة ضد القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وذكرت مصادر مطلعة أن المفاوضات تأتي تحت مظلة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أعلن عنها في التاسع والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وتهدف إلى إنهاء الحرب واستعادة المحتجزين الإسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.
وبحسب ما تم تسريبه من بنود الخطة، يتضمن الاتفاق الإفراج عن 250 أسيرًا فلسطينيًا مقابل 47 أسيرًا إسرائيليًا، بينهم جثامين 25 قتيلًا، وذلك في إطار صفقة تبادل تمهّد لمرحلة وقف إطلاق نار شامل وانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من القطاع.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن حركة حماس تتمسك بضرورة إدراج عدد من القيادات الوطنية البارزة في صفقة التبادل، من بينهم الأسير مروان البرغوثي، والقيادي في كتائب القسام عبد الله البرغوثي، وقائد الجهاز العسكري للحركة في الضفة إبراهيم حامد، والأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، إضافة إلى القيادي عباس السيد وحسن سلامة، الذين يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد منذ سنوات طويلة.
وتؤكد الحركة أن هؤلاء الأسرى يمثلون رموزًا وطنية كبرى، وإطلاق سراحهم يشكل خطوة جوهرية نحو تحقيق وحدة الصف الفلسطيني وتوحيد الموقف الوطني في مرحلة ما بعد الحرب.
في المقابل، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين في الاحتلال قولهم إن الوفد الإسرائيلي سيُركّز على الترتيبات الأمنية وضمانات استمرار وقف إطلاق النار، مع الإصرار على آلية “تدريجية” للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مقابل المحتجزين الإسرائيليين.
وتجري المفاوضات بمشاركة نشطة من الولايات المتحدة وقطر ومصر، بينما تتولى القاهرة الإشراف المباشر على اللجان الفنية التي تبحث تفاصيل الصفقة والضمانات الدولية لتنفيذها.
وتسعى الأطراف المشاركة إلى التوصل خلال الأيام المقبلة إلى اتفاق مبدئي يفتح الباب أمام ترتيبات اليوم التالي للحرب، بما يشمل وقف شامل لإطلاق النار، وعودة النازحين، وبدء عمليات الإعمار بإشراف دولي.
ويأتي انعقاد هذه المفاوضات وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في غزة، التي خلفت أكثر من 67 ألف شهيد ونحو 170 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء.