قائمة الموقع

"نوال اشتي" تُوقف الزمن عند "أحلى ذكرى"

2017-11-13T07:42:14+02:00

بعدما أرهقها الملل الوظيفي، اتخذت قرارًا بترك العمل الأكاديمي بعد 17 عامًا من العمل المتواصل، وفتح مشروع خاص بها، وبالطبع لم يكن اتخاذه سهلًا، ولكنها آثرت الاستقلال الوظيفي وأن تكون صاحبة قرار نفسها، فبدأت مشوارها الريادي "ذكريات" بعدما اكتشفت موهبتها في التصوير، وخاصة فيما له علاقة بالتراث الفلسطيني، لتجمع، بعدستها، الماضي بالحاضر، وتمزج عبق التاريخ بأجمل اللقطات التي لا تُنسى..

نوال اشتي (43 عامًا) ريادية مقدسية، تحمل شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية والإدارة، ولديها خبرة تزيد عن 17 عامًا في مجال الأعمال المكتبية، وعملت في عدة مؤسسات.

البحث عن الموهبة

بعد أن قررت التخلي عن الوظيفة، وضعت خطواتها الأولى على طريق مشوارها الريادي واكتشاف ما خفي من مواهب عندها، فانضمت إلى العديد من الدورات في مجالات مختلفة، منها التسويق الإلكتروني والتصوير وإدارة المشاريع، لتكتشف شغفها بالتصوير، فأنشأت استوديو "ذكريات"، ولم تجعله كغيره من أماكن التصوير، وإنما هو ستوديو متنقل بكامل المعدات التي تسجل لحظات الناس المميزة لتكون "أحلى ذكرى" لهم.

تحدثت اشتي لـ"فلسطين" عن سبب توجهها نحو العمل الحر، فهي وصلت أثناء سنوات العمل المؤسساتي والمجتمعي لمرحلة استاءت فيها من الفساد الإداري، والملل الوظيفي، وكان الخيار الوحيد للخروج من هذه الحالة هو العمل الخاص في مجال تحبه.

وقالت: "العمل المؤسساتي يُفقد الموظف الجانب الفني ولمسة الجمال والتذوق بسبب طبيعته الروتينية، فشعرت أني بحاجة للبحث عن تلك المصطلحات لأعيشها".

وعن توجهها نحو التصوير بالذات، أضافت: "بعد ترك العمل، التحقت بعدة دورات، حتى دخلت مجال التصوير وشعرت فيه بأني على بعد أميال من إيجاد نفسي وتحديد ميولي".

منذ طفولتها، أحبّت اشتي التصوير والصور، ولطالما شعر بـ"عقدة" لكون ذكريات طفولتها كثيرة، ولكنها غير موثقة بالصور، لذا سعت إلى تغيير هذه الحالة مع أبنائها، بتوثيق ذكرياتهم، ثم قررت أن توسّع الدائرة، فتساعد الآخرين على توثيق ذكرياتهم، فتكون أداة لرصد اللحظات الجميلة التي يعيشونها.

وأوضحت أنها التحقت بدورات عديدة، وتتلمذت على أيدي أساتذة محليين ودوليين في التصوير عن طريق دروس خاصة ودورات عامة في هذا المجال، إلى جانب التعلّم الذاتي عبر الإنترنت، وخاصة موقع "يوتيوب".

وبيّنت: "لم يكن سهلًا اتخاذ قرار بترك الوظيفة، والتوجه عن عمل متقلب وغير ثابت، وفيه تذبذب كبير حسب الموسم، فهناك فرق كبير بين طبيعة العملين، ولكن الملل الوظيفي، وتعامل المدراء، ووجود قرارات متباينة وقوانين جديدة في المؤسسة، كلها عوامل دفعتني نحو الاستقلال الوظيفي، لأكون صاحبة القرار".

نحو الذاكرة الفلسطينية

تخطت اشتي كل العقبات، وأسست مشروعها بتمويل ذاتي دون أي دعم من أحد، وقالت: "فتح استديو في القدس مكلف، وليس من السهل التنافس مع استديوهات موجودة منذ 20 عامًا وأكثر، لذلك، ووفق الامكانيات المحدودة، اتجهت نحو فكرة الاستديو المتنقل، فالناس لم تعد تقصد الاستديوهات للحصول على الصور، وأصبح الاستوديو مجرد مقر، وليس مكانا للتصوير، وإنما يتوجه الزبائن والمصورون إلى المتنزهات والحدائق والطبيعة الخلابة من أجل التصوير، وانتشار هذه الثقافة شجعني على تطبيق فكرة الاستديو المتنقل".

وأضافت: "يختلف التصوير المتنقل عن التصوير العادي، فالتقنيات والمبادئ والمفاهيم الخاصة بالتصوير في الاستديو تسير وفق منهج تقليدي، أما المصورين المستقلين بأعمال حرة فهم يعملوا بطرق مختلفة من حيث طبيعة الصور وشكلها ومضمونها ومحتواها".

وتابعت حديثها: "انجذابي نحو الطبيعة يعود لنشأتي في البلدة القديمة في القدس، والتي يغلب عليها البنيان أكثر من الطبيعة، ما دفعني إلى البحث عن الطبيعة بصورة أكبر".

أطلقت على مشروعها اسم "ذكريات" لأنها استطاعت أن توقف الزمن في اللحظة التي توثق فيها أحداثا جميلة وذكريات لن تمحى، مع كتابة الاسم باللفظ العامي ليكون أقرب للناس، على حد قولها.

وأشارت إلى أن عدستها تنجذب نحو الذاكرة الفلسطينية، والقرى المهجرة والتراث القديم، وتحاول من خلال مشروعها أن ربط الحاضر بالماضي، كأن تلتقط صورا بطراز قديم، كأن تختار للمكان ديكور مُستوحى من التراث الفلسطيني، وخلال مشاركتها في المعارض تختار لخيمة التصوير الخاصة بها تصميما يساعد على ترسيخ الديكور الفلسطيني في أذهان الجميع.

وتطمح اشتي إلى أن تصل أعمالها لشريحة كبيرة من الناس على النطاقين المحلي والدولي، وأن تواكب الحداثة في التقنيات المستخدمة، وأن تقدم أفكارًا جديدة لزبائنها، وتوثق لحظاتهم الجميلة بطريقة مميزة.

اخبار ذات صلة