رأى محللون إسرائيليون أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة، وضعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام خيارين صعبين: إما إحباطها بسبب تضمنها بند الانسحاب من القطاع، أو المضي في تنفيذها ومحاولة استثمارها سياسيًا في الانتخابات المقبلة.
وقال المحلل في هآرتس جوناثان ليز إن نتنياهو اعتاد عرقلة التفاهمات السابقة وقد يكرر الأمر، لكنه قد يستخدم إعلان ترامب كغطاء سياسي للتحرك نحو وقف الحرب.
أما إيتمار إيشنر من يديعوت أحرونوت فاعتبر أن بند إطلاق سراح الأسرى هو الأكثر واقعية، وأن قبول حماس بالخطة سيُعد إنجازًا.
في حين أكدت آنا بارسكي من معاريف أن نتنياهو يدرك مأزقه السياسي، إذ يصعب تمرير الاتفاق بحضور وزراء اليمين المتطرف مثل بن غفير وسموتريتش، لكن نتنياهو يراهن على رفض حماس للخطة، وعلى إمكانية تسويق نهاية الحرب لاحقًا كإنجاز سياسي.
ويتوقع محللون أن تشتد الضغوط على نتنياهو من البيت الأبيض مقابل ضغوط داخلية من أحزاب اليمين، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقبلة. فإذا ظل "الرهائن" لدى حماس، سيتضرر موقفه الانتخابي، بينما إن أُعيدوا فقد يخفف ذلك الانتقادات ويساعده على تسويق نفسه كمن "أخرج إسرائيل من عزلتها".
وفيما يتعلق بحملة نتنياهو الانتخابية بالجولة المقبلة، رجحت المحللة بارسكي أن "يُرسّخ الرواية التي يريد ترويجها للجمهور في الحملة الانتخابية القادمة، من قبيل: لقد أخرجت إسرائيل من عزلتها، وحققت اتفاقا وأعدت الرهائن".
وبشأن الاعتذار الإسرائيلي من الدوحة، قالت المحللة إن رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن، صور بلاده كـ"خط أحمر، فبدونها، وبدون ضغط قطري على مسؤولي حماس، لن يحرك حجرا واحدا".
والاثنين، قالت مصادر رسمية في إسرائيل وقطر، إن نتنياهو اعتذر لرئيس الوزراء القطري عن الهجوم على الدوحة الذي استهدف قادة بحماس في 9 سبتمبر/ أيلول الجاري.
وأكدت حركة حماس مرارا استعدادها للتوصل إلى صفقة جزئية أو شاملة لتبادل الأسرى، فيما يواصل نتنياهو تعنته وعدوانه على القطاع، وسط اتهامات المعارضة الإسرائيلية وأهالي الأسرى له بمواصلة الحرب للحفاظ على منصبه السياسي.
منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل - بدعم أمريكي - إبادة جماعية بغزة، خلّفت 66 ألفا و55 شهيدًا و168 ألفا و346 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت (حتى 20 سبتمبر الجاري) أرواح 453 بينهم 150 طفلا.