قائمة الموقع

قراءة عسكريّة في ضربة المسيرة اليمنية لـ "إيلات"

2025-09-24T19:37:00+03:00
"تضع الاحتلال أمام معادلة جديدة".. قراءة عسكريّة في ضربة المسيرة اليمنية لـ "إيلات"

شهدت مدينة إيلات جنوب فلسطين المحتلة، مساء اليوم الأربعاء، تصعيداً جديداً بعدما أصابت مسيّرة قادمة من اليمن منطقة سياحية قريبة من فندق "كلوب هوتيل"، ما أدى إلى إصابة 24 شخصاً بينهم حالتان خطيرتان، وفق ما أوردته قناتا "كان" و"12" الإسرائيليتان.

 الحادثة التي دوّت خلالها صفارات الإنذار أعادت مشهد الفشل في منظومات الاعتراض، بعدما عجزت صواريخ الدفاع الجوي عن إسقاط المسيّرة رغم رصدها.

ويأتي الهجوم بعد أقل من أسبوع على انفجار مسيّرة يمنية أخرى في فندق "نافيه" بالمدينة نفسها، ما يعكس تصاعد وتيرة الاستهداف وتحول إيلات، الوجهة السياحية الأبرز لدى الاحتلال، إلى ساحة مهددة ومكشوفة، وسط تساؤلات عن قدرة الجيش على حماية عمقه الاستراتيجي من هجمات بعيدة المدى ومنخفضة الكلفة.

من جهته، قال الباحث في الشؤون العسكرية والأمنية رامي أبو زبيدة، إن الضربة التي نفذتها القوات اليمنية عبر طائرة مسيّرة على مدينة إيلات تمثل نقطة تحول مهمة في طبيعة التهديدات التي تواجه الاحتلال.

وأضاف أبو زبيدة، عبر منصة "تليجرام"، أن العملية لم تكشف فقط عن ثغرة تكتيكية في منظومات الدفاع الجوي، بل أبرزت أيضًا أبعادًا ميدانية واستراتيجية تتجاوز الحدث بحد ذاته.

وأوضح أن فشل القبة الحديدية والصواريخ الاعتراضية في إسقاط المسيّرة رغم رصدها وإطلاق نيران الاعتراض يؤكد محدودية قدرات الاحتلال أمام الطائرات التي تطير على ارتفاع منخفض وتملك بصمة رادارية صغيرة.

وبيّن أبو زبيدة أن هذا الإخفاق يظهر أن العدو لم يعد محصنًا أمام هجمات منخفضة الكلفة ومرتفعة الفعالية، خاصة حين تأتي من مسافات بعيدة وغير متوقعة.

وأشار إلى أن الهجوم أدى إلى أكثر من عشرين إصابة بينها حالات خطيرة، إضافة إلى أضرار مادية وانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة المستهدفة.

ولفت إلى أن العملية دفعت البحرية الإسرائيلية إلى إعادة تموضع قطعها قرب الميناء، وهو ما يعد مؤشرًا على أن التهديد لم يعد محصورًا بضربة واحدة، بل تحول إلى خطر مستمر يطال البنية التحتية الحيوية والقدرات البحرية.

 وأكد أن الأثر الاقتصادي والمعنوي كان حاضرًا أيضًا، إذ إن إصابة فندق سياحي قلبت صورة إيلات كوجهة آمنة إلى ساحة تهديد مباشر.

وأوضح الباحث أن وصول المسيّرة إلى هدفها المحدد يعكس تفوقًا استخباريًا وتنفيذيًا، وقدرة على الملاحة بعيدة المدى أو التوجيه الدقيق، وهو ما يعني أن التهديد لم يعد عشوائيًا بل مدروسًا وهادفًا، ما يرفع كلفته على الاحتلال عسكريًا واقتصاديًا ونفسيًا.

وختم أبو زبيدة تحليله بالقول إن ضربة المسيّرة اليمنية في إيلات ليست حادثًا عرضيًا بل مؤشر على تحوّل نوعي في معادلات الصراع، إذ كشفت عن هشاشة الدفاعات الإسرائيلية أمام سلاح المسيّرات، وأثبتت أن العمق السياحي والاقتصادي يمكن أن يكون في مرمى النيران تمامًا مثل الجبهات العسكرية، معتبراً أنها رسالة ردع واستنزاف تضع الاحتلال أمام معادلة جديدة: إما إعادة صياغة منظوماته الدفاعية وتوزيع موارده على جبهات متعددة، أو مواجهة ضربات متكررة تستنزف أمنه واقتصاده ومعنوياته في العمق.

أعلنت هيئة الإسعاف التابعة للاحتلال، مساء اليوم الأربعاء، إصابة 24 مستوطنًا إسرائيليًا بجروح مختلفة، بينهم حالتان بجروح خطيرة، جراء انفجار طائرة مسيّرة في مدينة إم الرشراش المحتلة "إيلات" جنوبي فلسطين المحتلة.

وقالت القناة 12 العبرية إن المسيّرة انفجرت في منطقة سياحية، ما أسفر عن إصابة 24 إسرائيليًا، بينهم حالتان خطيرتان، مشيرًا إلى أن القبة الحديدية حاولت اعتراض المسيّرة وأطلقت صاروخين اعتراضيين، إلا أن المحاولات باءت بالفشل.

وأظهرت المشاهد، أن المُسيّرة اليمنية أصابت غرف فندق "كلاب هوتيل" الإسرائيلي، أحد أفخم فنادق الشرق الأوسط، في "إيلات"، وأدت لإصابة عدد كبير من المستوطنين.

وتشهد مدينة إيلات منذ أشهر هجمات متكررة بمسيّرات وصواريخ تُطلق من اليمن، في إطار دعم المقاومة في غزة ومساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان المستمر.

وقال مراسل اذاعة جيش الاحتلال، إن "هذه هي المرة الثانية خلال أسبوع التي تنفجر فيها طائرة حوثية مُسيّرة من اليمن  وسط مدينة "إيلات"، يوم الخميس الماضي، أصابت طائرة مُسيّرة أخرى فندقًا في المدينة".

 

 

 
اخبار ذات صلة