قائمة الموقع

حالة جديدة من تشوُّه الأجنَّة في غزَّة... طفل يولد بورم "عصعصي" نادر

2025-09-24T17:17:00+03:00
21755b0f06c6651441bef850aa5faff9.jpg

لم تعد لحظات الميلاد في غزة بمنأى عن أهوال الحرب، ففي مستشفى الشفاء وُلد طفل مبتسر وهو يحمل ورمًا عصعصيًا نادرًا، لتتحول صرخته الأولى إلى شاهد جديد على مأساة شعب يواجه حصارًا خانقًا وإبادة متواصلة.

حالة الطفلة، التي يعرف تشخيصها الطبي باسم Sacrococcygeal Teratoma، أثارت صدمة الأطباء الذين أكدوا عجزهم عن توفير العلاج في ظل انهيار المنظومة الصحية ونقص المعدات.

مدير مجمع الشفاء، الدكتور محمد أبو سلمية، نشر صورة للطفلة قائلاً: "لم أرَ مثل هذه الحالة خلال 25 عامًا من عملي كطبيب أطفال، هذا ما فعلته الحرب بأبنائنا".


 

الورم المسخي العجزي العصعصي: ما هو؟

الورم المسخي العجزي العصعصي هو نوع نادر من الأورام التي تنمو في قاعدة العمود الفقري قرب عظم العصعص (الذنب). يظهر هذا الورم عادة عند الولادة، ويعود سببه إلى خلل في التطور الجنيني خلال الحمل.

يتميز بأنه قد يتكون من أنسجة مختلفة مثل العضلات أو العظام أو الشعر، وأحيانًا حتى الأسنان. حجم الورم قد يختلف بشكل كبير من حالة إلى أخرى، مما يؤثر على الأعراض وطرق العلاج.

والسبب الدقيق لظهور الورم غير معروف تمامًا، لكن يُعتقد أنه ناتج عن نمو غير طبيعي للخلايا الجرثومية في المراحل الأولى من الحمل. وتشير بعض الدراسات إلى أن عوامل وراثية وبيئية قد تساهم في ظهوره. ومن بين الأسباب المحتملة:

طفرات جينية تؤثر على نمو الخلايا.خلل في تكوين الأنسجة أثناء التطور الجنيني، وجود تاريخ عائلي لحالات أورام مسخية أو تشوهات خلقية مشابهة، بعض ظروف الحمل أو صحة الأم قد تزيد من احتمالية الإصابة.

ورغم أن الورم المسخي العجزي العصعصي حالة نادرة يمكن التعامل معها طبيًا عبر جراحات دقيقة ومتابعة طويلة الأمد، فإن الطفل الذي وُلد بهذا الورم في غزة يواجه مصيرًا مختلفًا تمامًا. ففي ظل الحصار المشدد وانهيار المنظومة الصحية بفعل الإبادة المستمرة، يقف الأطباء عاجزين عن توفير الرعاية الأساسية أو تأمين تحويلات علاجية للخارج.

وقبل أشهر، في مستشفى العودة شمال القطاع وُلدت الطفلة ملك أحمد القانوع "بلا دماغ"، في حالة وصفها مسؤول صحي فلسطيني بأنها من "أكثر الحالات المروعة لتشوّه الأجنة في الأرحام".

وحينها أشار المدير العام لوزارة الصحة، منير البرش، إلى أن هذه الظواهر ترتبط بالإشعاعات الناجمة عن الأسلحة التي يعكف الاحتلال على تجريبها في القطاع.

ودعا البرش إلى تحقيق دولي عاجل في أسباب تزايد هذه الحالات، مشبهاً الوضع بما جرى في العراق عقب الغزو الأميركي حيث ارتفعت معدلات التشوهات بفعل التلوث والإشعاع.

وأكد أن ما يحدث في غزة يعكس خطورة استخدام صواريخ وقنابل حرارية وكيميائية محرمة دوليًا.

تقارير حقوقية وطبية حذرت على مدار العامين الماضيين من آثار الحرب على النساء الحوامل. وكشفت منظمة هيومن رايتس ووتش أن نسبة الإجهاض التلقائي في غزة ارتفعت بنسبة 300% منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينما تحدث أطباء زائرون للقطاع عن تعاملهم مع حالات متزايدة من التشوهات الخلقية.

وفي السياق ذاته، جددت منظمة اليونيسف تحذيراتها من أن أطفال غزة يواجهون خطرًا متصاعدًا من الجوع والمرض والموت، داعية إلى رفع الحصار والسماح بدخول المساعدات والسلع التجارية.

وبينما يستمر الاحتلال في عملياته بدعم أميركي، يتزايد القلق من أن جيلًا كاملاً قد يولد مشوهًا أو محروماً من حقه الطبيعي في بداية آمنة للحياة.

اخبار ذات صلة