فلسطين أون لاين

​الشتاء ينكأ جراح سكان الكرفانات في غزة

...
طفل فلسطيني يقف امام كرفانات الايواء في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة في انتظار اعادةا لاعمار (ياسر فديح)
غزة - جمال غيث

يخشى بلال الكفارنة أن تفارق مولودته الجديدة، الحياة بسبب البرد القارس وتسرب مياه الأمطار إلى داخل الكرفان الذي يقيم به هو وأفراد عائلته المكونة من سبعة أفراد, بعد أن هدم منزله خلال العدوان الأخير على غزة.

ويحاول الكفارنة طوال فترات الليل وأفراد أسرته إزاحة مياه الأمطار من الكرفان ووضع عدد من الأواني في داخله, في محاولة لجمع المياه التي تصل لمسكنه من الثقوب المنتشرة في سطح الكرفان.

ويقول لصحيفة "فلسطين"، نحن مع بداية كل فصل شتاء تزداد حياتنا سوءًا بسبب تسرب مياه الأمطار إلى داخل الكرفان ومن خلال بعض الثقوب المنتشرة على السطح والجدران، ما يدفعنا لاستخدام وسائل بدائية لمنع تسرب المياه ولحماية الأطفال من البرد والمطر.

ويشير الكفارنة الذي يسكن في مدينة بيت حانون، شمالي قطاع غزة، إلى أنه فور تساقط الأمطار يصبح همهم كيفية منع تسرب المياه لداخل الكرفان، من خلال إزاحة مياه الأمطار المتكدسة أمامه، وشق قنوات أرضية لتصريف المياه خارجه، حتى لا تتجمع وتتدفق لداخله, ما يتسبب في غرقهم، ووضع قطع "النايلون" على السطح والجدران.

ويلجأ الكفارنة في ظل انخفاض درجات الحرارة وتساقط الأمطار, لإشعال النار في محاولة منه لتدفئة أطفاله الذين يعانون من شدة البرد في ظل انقطاع التيار الكهربائي، وزيادة الأغطية والملابس عليهم.

ولجأت سماح الشرافي وهي من سكان الكرفانات في مدينة بيت حانون، لتغطية سقف الكرفان الذي تسكن فيه بقطع من "النايلون" في محاولة منها لمنع تسرب مياه الأمطار؛ بسبب هشاشته.

وتقول الشرافي لـ"فلسطين": "إنني وأفراد أسرتي البالغة اثني عشر فردًا، تزداد معاناتنا في فصل الشتاء عند تساقط الأمطار في ساعات الليل, الأمر الذي يدفع بعضنا للسهر ومراقبة المكان خشية من اندفاع مياه الأمطار إلى داخل الكرفان وتسربها من سقفه وجدرانه".

وتشير إلى أنها خلال السنوات الماضية كانت تستيقظ من نومها على صرخات أطفالها لتجد منزلها غارقًا بمياه الأمطار، لتبدأ بعدها بإخراج المياه وإنقاذ بعض الملابس وأثاث منزلها من الغرق.

وتأمل الشرافي بإنهاء معاناتهم وإعادة إعمار منزلهم المدمر، وتهيئة الأجواء للإسراع في إعادة إعماره ليتمكنوا من مغادرة كرفان الإيواء.

وانهمك باسم النجار، وهو أحد سكان الكرفانات بوضع قطع من "النايلون" على سطح الكرفان لمنع تسرب المياه إلى داخله وللتخفيف من برد الشتاء.

ولجأ النجار للسكن في كرفان بعد أن قصف منزله في منطقة الزنة بخان يونس، جنوب قطاع غزة.

ويقول بغضب لصحيفة "فلسطين": "يعاني أصحاب الكرفانات من موت بطيء، نحن نموت كل يوم في ظل تواجدنا في الكرفانات من شدة البرد وانتشار القوارض والحشرات داخله، فالحياة أصبحت لا تطاق".

ويضيف: "وعدنا من قِبل حكومة الحمد الله بإنهاء معاناتنا بعد ستة أشهر من الحرب".

وأكمل بغضب أن "كافة الوعود ذهبت أدراج الرياح ولم يتم تطبيق شيء منها وما زلنا نعيش حالة الموت البطيء كل يوم".

ويشير إلى أنه اضطر لنقل ابنته الصغيرة التي لم تتجاوز الستة أشهر إلى منزل شقيقة زوجته كي تقيم هناك طوال فصل الشتاء خشية من وفاتها بسبب البرد الشديد الذي يتعرض له هو وأطفاله الخمسة الآخرون.

ويناشد أصحاب البيوت المدمرة لضرورة الإسراع في إعادة إعمار منازل المواطنين المهدمة وإنهاء معاناتهم المستمرة والمتجددة.

ولا يزال العشرات من أصحاب المنازل المهدمة خلال العدوان الأخير على غزة صيف 2014 يقيمون في كرفانات لحين إعادة إعمار منازلهم المدمرة.

وكان وفد من مؤسسة "ميرسي ماليزيا" برئاسة نور عزام تفقد سكان الكرفانات للأسر المتضررة من العدوان الأخير على قطاع غزة.

وشملت الزيارة التفقدية كرفانات المواطنين في مناطق متفرقة بخان يونس جنوب قطاع غزة، حيث اطلع على أحوال سكان الكرفانات وظروفهم المعيشية، وقدم طرودا غذائية وأغطية شتوية.

وشدد عزام على ضرورة دعم الأسر التي تعاني من مرارة العيش وقسوته ولا يوجد لديها دخل ثابت لتوفير قوت يومها بما يساعدها على الحياة بكرامة، مؤكدًا أن الشعب الماليزي سيواصل دعمه للشعب الفلسطيني في محنته حتى رفع الحصار وإنهاء الاحتلال.