قائمة الموقع

من هو رون أراد الذي توعدت كتائب القسام محتجزي الاحتلال بمصيره؟

2025-09-18T19:01:00+03:00
من هو رون أراد الذي توعدت كتائب القسام محتجزي الاحتلال بمصيره؟

توعّد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسرائيل بأن يكون مصير محتجزيها لدى الحركة في قطاع غزة، كـ"سيناريو" الطيار الإسرائيلي رون أراد المفقود منذ عام 1986، وذلك في رسالة جديدة في ظل تصعيد عملية احتلال مدينة غزة.

وحذرت كتائب القسام سلطات الاحتلال من أن أسراه يتوزعون داخل أحياء غزة ولن تكون حريصة على حياتهم طالما قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قتلهم باستمرار عملية احتلال المدينة.

ويعيد هذا التصريح لغز اختفاء الطيار الإسرائيلي رون أراد، والذي سقطت طائرته وهي من طراز "فانتوم"، في لبنان خلال مهمة عام 1986، ونجا من الحادث مع زميله، لكن إسرائيل لم تتمكن من استعادته حياً أو استعادة جثته.

سيرة ذاتية

  1. ولد رون أراد في الخامس من مايو/ أيار عام 1958، في مدينة هود هشارون، التي تقع جنوب مدينة كفر سابا، وغرب جدار الفصل في الضفة الغربية.
  2. رون أراد هو الابن الأكبر من بين 3 ابناء لوالده دوف آراد، ووالدته بيثيا داسكال، وقد تزوج من تامي، وله منها بنت اسمها يوفال، وكانت رضيعة عندما اختفى والدها.
  3. أتم رون أراد دراسته في تل أبيب، ثم بدأ الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي عام 1978، وتخرج طيارا مقاتلا بعد عام.
  4. في العام 1985 بدأ رون أراد في دراسة الهندسة الكيميائية، وحين تم أسره كان قد أتمَّ عامه الأول فيها.

المهمة الأخيرة

أما عن المهمة الأخيرة التي خرج إليها رون أراد ولم يعد، فكانت في السادس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1986.

فحوى المهمة التي كُلِّف بها رون أراد هي استهداف مبنى سكني في مدينة صيدا اللبنانية، بغارة شاركت فيها 4 طائرات كانت مكلفة بالقصف، في حين تبقى طائرتان أخريات على أهبة الاستعداد للتدخل في حال استدعى الأمر ذلك.

استقل رون أردا طائرته رفقة زميله يشاي أفيرام، وبدأت الطائرات الأربع في التحليق، وفور وصولها إلى الأراضي اللبنانية، ولدى إطلاق رون أراد قذيفة من طائرته تجاه الهدف، وقع خطأ تقني، أدى إلى انفجار القذيفة على مقربة من الطائرة، وفق ما ورد في تحقيق أجراه سلاح الجو الإسرائيلي، الذي أوضح أن الانفجار تسبب في إصابة الطائرة وسقوطها شرقي مدينة صيدا اللبنانية، بعدما تمكن رون أراد وزميله من القفزمن الطائرة باستخدام مظلتيهما، وسط إطلاق نار كثيف من جانب المقاومة اللبنانية التي كانت تتعقب الطائرة.

ولطالما نال مصير رون أراد اهتماماً عاماً قوياً في إسرائيل التي تعهد قادتها على مر السنين بكشف ما حدث له، إذ تعتقد أنه أُسر من قبل حركة "أمل" اللبنانية قبل تسليمه إلى إيران، ثم أعيد إلى لبنان مرة أخرى، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأشارت تقارير استخباراتية سابقة صادرة عن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" وجهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، إلى أن " رون أراد توفي على ما يبدو في عام 1988"، أي بعد عامين من سقوط طائرته، بحسب قناة "I24NEWS" الإسرائيلية التي لفتت إلى أن "حركة (أمل) سلمته لجماعة (حزب الله) اللبنانية".

"جندي مفقود"

وذكرت "تايمز أوف إسرائيل"، أنه تم تلقي العديد من علامات الحياة خلال العامين الأولين من أسرته تشمل صوراً ورسائل، موضحةً أن آخر رسالة تم تلقيها منه كانت في 5 مايو 1988.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة تصريحات عن مسؤول عسكري سابق بالحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان، قال فيها إن "الطيار الإسرائيلي توفي عام 1988 بعد أن تعرَّض للتعذيب في أسر الحزب، ودفن بمنطقة بولونيا في قضاء المتن الشمالي بلبنان".

وكان الجيش الإسرائيلي في تسعينات القرن الماضي ينوي الإعلان عن رون أراد كـ"جندي مفقود"، في أعقاب معلومات وصلت من إيران بشأن وفاته، بوساطة ألمانية، بحسب "I24NEWS".

غير أن عائلة الطيار رفضت هذا الاعلان لانعدام إثبات قاطع على وفاته، فيما أقرت لجان قامت بالتحقق لاحقاً من كافة المعلومات، أن احتمال بقاء رون أراد على قيد الحياة يكاد يكون "معدوماً".

وحاولت لجنة إسرائيلية شكّلت عام 2004 لمعرفة مصير رون أراد، بناءً على نصوص استجواب رئيس الأمن في حركة "أمل" آنذاك مصطفى الديراني الذي تم القبض عليه عام 1994، والمعلومات الاستخبارية التي تم جمعها منذ هذا التاريخ.

وخلصت اللجنة، إلى أنه "كان محتجزاً في طهران بإيران ابتداءً من عام 1990"، ولكن "من المرجح أنه تم نقله بعد ذلك إلى لبنان واحتجازه في منشأة تابعة للحرس الثوري الإيراني".

حزب الله": الطيار قد مات وفقدت جثته

وفي يناير عام 2006، قال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله في أول تصريح له حينها عن رون أراد، إن "هذا الطيار قد مات وفقدت جثته"، ثم أكد "حزب الله" عبر تقرير عام 2008، أن "رون أراد قتل في عام 1988 بينما كان يحاول الهرب"،نافياً نقل الطيار الإسرائيلي إلى إيران.

وكشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية عام 2010، أن السلاح الشخصي للطيار الإسرائيلي أعيد قبل 10 سنوات خلال عملية تبادل سرية مع "حزب الله".

وأوردت الصحيفة استناداً إلى مقتطفات من تحقيق أن هذا السلاح وهو بندقية رشاشة خفيفة من نوع IR-7، أعيد في 26 سبتمبر 2000 لإسرائيل نتيجة مفاوضات أجرتها أجهزة الاستخبارات الألمانية، فيما وافقت تل أبيب حينها في المقابل على الإفراج عن 40 سجيناً فلسطينياً و12 لبنانياً، بحسب وكالة "فرانس برس".

ثم في أكتوبر عام 2016، كشفت تقارير صحافية أن تحقيقاً مشتركاً أجراه "الموساد" والمخابرات العسكرية للجيش الإسرائيلي، بناءً على معلومات جديدة تم تلقيها خلال العامين 2015 و2014، خلص إلى أن "رون أراد قد توفي على الأرجح في العام 1988"، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

ولم تهدأ المحاولات الإسرائلية لمعرفة مصير أراد، حيث كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت عام 2021، أن "عملاء الموساد خرجوا مؤخراً في مهمة للكشف عن مكان وجود رون أراد"، لكنه رفض مشاركة المزيد من التفاصيل، بشأن هذه المهمة الرامية لحل أحد الألغاز الأقدم في البلاد.

لكن رئيس "الموساد" ديفيد برنياع قال، خلال اجتماع داخلي نقلت تفاصيله قناة 12 الإسرائيلية: "لقد كانت عملية شجاعة وجريئة ومعقدة، لكنها كانت فاشلة، لقد فشلنا".

من جهتها، شددت عائلة رون أراد، على تمسكها بـ"الأمل في أنه ربما في يوم من الأيام سنعرف مصير رون".

ومع تصاعد الاحتجاجات داخل إسرائيل والتي تطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بضرورة إطلاق سراح المحتجزين في غزة، أعربت يوفال ابنة الطيار رون أراد، في يناير الماضي، عن "إحباطها وحزنها إزاء وضع المحتجزين"، مضيفةً: "لسوء الحظ، تحول والدي الآن إلى ملصق لملامح الأسير رون أراد الذي لا يريد أحد أن يكون مكانه".

وشددت يوفال في منشور على فيسبوك، على "صعوبة القرارات التي يجب أن يتخذها قادة إسرائيل لتأمين إطلاق سراح المحتجزين"، مؤكدةً على ضرورة تقديم "التضحيات المؤلمة التي قد تكون مطلوبة"، بحسب ما نقلته صحيفة "جيروزاليم بوست".

اخبار ذات صلة