أثار التعيين المحتمل للعميد ديفيد زيني رئيسًا لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) عاصفة من الاعتراضات والتحذيرات، خاصة من جانب أربعة رؤساء سابقين للجهاز، بينهم يورام كوهين ونداف أرغمان وكارمي جيلون وعامي أيالون، الذين وجّهوا رسائل شديدة اللهجة إلى لجنة "جرونيس" المكلّفة بمراجعة التعيين.
ووفق ما نشر موقع "يديعوت أحرنوت" اليوم الخميس، فقد قال يورام كوهين: إن "زيني قد يُستخدم كأداة بيد من عيّنه"، محذرًا من مخاوف تتعلق بتضارب المصالح واستغلال المنصب الأمني لتحقيق مكاسب سياسية.
واستشهد كوهين بطلبات سابقة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، منها مطالبته لنداف أرغمان بنشر بيان ضد بيني غانتس بزعم تعرضه للابتزاز الإيراني، وهي خطوة قال إنها تهدف لتقويض فرص غانتس في الوصول لرئاسة الحكومة.
ورأى المعارضون للتعيين أن زيني لا يمتلك المؤهلات والخبرة اللازمة لقيادة جهاز بحجم وتعقيد (الشاباك).
وقال نداف أرغمان إن عملية التعيين شابها "تجاهل متعمّد لتوصيات المستشار القانوني للحكومة"، مشيرًا إلى أن اللقاء الذي جرى بين نتنياهو وزيني في سيارة مغلقة بعيدًا عن أعين المسؤولين "يثير الريبة" في نوايا رئيس الوزراء.
ومن جهته، اعتبر كارمي جيلون أن مواقف زيني "تعكس رؤية عالمية متطرفة"، لا تنسجم مع قيم الدولة ومبادئ الديمقراطية، محذرًا من أن "فقدان الثقة بشرعية قرارات رئيس (الشاباك) يُفقد الجهاز سلاحه الأساسي: الثقة".
وأشار عامي أيالون إلى أن الخبرة العملياتية وحدها لا تكفي، مؤكدًا أن منصب رئيس (الشاباك) يتطلب قدرات قيادية رفيعة، ونزاهة، وفهمًا عميقًا لمبادئ العمل الديمقراطي، إضافة إلى قدرة على الشك والتحليل، وهي صفات يرى أنها غير مضمونة في المرشح الحالي.
ويرى المعترضون أن تعيين زيني يحمل طابعًا سياسيًا ويهدد حيادية جهاز (الشاباك)، ويطالبون بمراجعة القرار بشكل شفاف يراعي المعايير المهنية الصارمة. ويعتبرون أن هذه اللحظة تمثل اختبارًا حاسمًا لحفاظ (إسرائيل) على طابعها اليهودي والديمقراطي.
ما علاقة سارة نتنياهو؟
من جهتها، قالت القناة الإخبارية 12 العبرية: "في بداية العام، أفيد أن زوجة رئيس الوزراء، سارة نتنياهو، عملت على ترقية زيني إلى منصب رئيس الأركان".
وأضافت: "شقيق زيني هو شموئيل زيني، الذي يعمل كاليد اليمنى للملياردير رجل الأعمال سيمون فاليك، الذي يعيش في ميامي، ويحافظ على علاقات وثيقة مع عائلة نتنياهو، حتى أن منزله كان بمثابة بيت ضيافة لسارة نتنياهو خلال الحرب".
وأشارت إلى أن الجنرال زيني يعيش في كيشيت في هضبة الجولان، وهي متزوج ولديه 11 طفلا.
وقالت: "قرر نتنياهو تعيينه قبل أسبوعين، لذلك توقف عن إجراء مقابلات مع المرشحين لهذا المنصب. لم يعلن نتنياهو عن نيته تقديم التعيين لتجنب الاعتراضات على هذه الخطوة".