وجّه نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، رسالة مؤثرة إلى جرحى البيجر واللاسلكي، وصفهم فيها بأنهم "النور الذي يُرى من خلاله سلامة الطريق"، مؤكداً أنهم أصبحوا معلمين ومربّين وهداة في مسيرة المقاومة.
وقال الشيخ قاسم، في رسالة اليوم، "إن هؤلاء الجرحى يمثلون أعظم مقاومة، وحجة على العلماء على مستوى العالم"، مضيفاً: "أنتم الأعلون، واعلموا أن الكيان الإسرائيلي إلى زوال لأنه احتلال وظلم وإجرام وعدوان، ولأن المقاومين يواجهونه حتى التحرير على طريق إحدى الحُسنيين، وهذا ربح دائم".
وتابع: "العدو الإسرائيلي أراد أن يبطل قدرتكم، أراد أن يخرجكم من المعركة. أنتم الآن دخلتم إليها بقوة أكبر، بنشاط أكبر. بعضكم يريد أن يُكمل الدراسة الجامعية، بعضكم يريد أن يفتح مشغلاً، بعضكم يريد أن يعمل في الحقل الاجتماعي، أحدكم يريد أن يرقّي وضعه الثقافي، وآخر يريد أن يشتغل في الموضوع الإعلامي. مع استعانتكم بالإخوة والأخوات من حولكم، هناك إبداعات أنتم تقدّمونها الآن".
وشجع الشيخ قاسم الجرحى على الاستمرار، وقال: "أنا أشجعكم وأقول لكم: استمروا. لا تظن أن ما تفعله أنت أيها الجريح، أيتها الجريحة، أمر صغير، لا، هو كبير، لأن قيمته مع جراحكم أعظم بكثير من قيمته لو كان مشابهاً من دون هذه الجراحات".
وختم الأمين العام لحزب الله رسالته للجرحى: "أنتم على درب أسْمى الشهداء وأعظم الشهداء، سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، والقادة الشهداء، وكل المجاهدين الشهداء والمجاهدات الشهيدات، وكل الناس والأطفال والعطاءات. حيّاكم الله يا جرحى البيجر وجرحى اللاسلكي، وكل الجرحى الذين قدّموا في هذه المسيرة العظيمة. والنصر لكم".
يصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى لهجمات أجهزة "البيجر" التي هزّت لبنان في سبتمبر/ أيلول 2024، بوصفها أحد أكثر الأيام دموية وغموضًا في تاريخ البلاد الحديث، حين فجرت إسرائيل آلاف الأجهزة بشكل متزامن في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى، مخلفة شهداء وآلاف الجرحى.
وقالت إسرائيل إنها كانت تستهدف بهجومها عناصر حزب الله، الذي يستخدم تلك الأجهزة بين كوادر تنظيمه العسكري، لكن الهجمات طالت العديد من الأبرياء، حيث أشارت الجهات الرسمية إلى سقوط نحو 39 شهيدًا بينهم طفلان، وأكثر من 3000 مصاب توزّعوا على مختلف المستشفيات، في كارثة أطلق عليها اسم "مجزرة الاتصالات".
واعتبرت المنظمات الحقوقية الدولية، أن الهجمات التي تفاخر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة، تعد انتهاكًا لقوانين الحروب التي تُلزم التمييز بين المدنيين والمقاتلين، وفق منظمة "هيومن رايتس ووتش".
وطالبت منظمة العفو الدولية، بفتح تحقيق دولي مستقل في ما جرى، معتبرة أن الهجمات قد تشكّل "خرقًا صارخًا لحق الحياة وقوانين النزاع".

