وصف الأمين العام للحزب الناصري الديمقراطي في اليمن عبد القادر سلام، ما يتعرض له قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل بأنه "عمل إجرامي مكتمل الأركان، يتجاوز كل القوانين الدولية والإنسانية"، محذرًا من أن استمرار العدوان هو جزء من مشروع أكبر يستهدف تفريغ فلسطين من سكانها وفرض واقع سياسي وجغرافي جديد في المنطقة.
وأكد سلام في حديث خاص لصحيفة "فلسطين"، أن "هذا الإجرام لن يتوقف طالما بقيت حكومة بنيامين نتنياهو والكابينت الصهيوني المتطرف في السلطة"، معتبراً أن وقف الحرب بشكل فعلي لن يحدث إلا بـ"زوال هذه المنظومة المتوحشة التي تنفذ مخططًا استيطانيًا توسعيًا بدعم أمريكي مباشر".
وأشار إلى أن ما يجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري بل محاولة لاقتلاع الشعب الفلسطيني من جذوره، تمهيدًا لإقامة ما وصفه بـ"الدولة الصهيونية الخالصة" التي تمتد ليس فقط على كامل التراب الفلسطيني، بل قد تشمل أجزاء من الدول العربية، تحت ذريعة أن اليهود يعودون إلى ما يُسمّى بـ"أراضيهم التاريخية" التي هُجّروا منها، ومنها مناطق في اليمن وشبه الجزيرة العربية.
وقال سلام: "ما يحدث اليوم هو استكمال عملي لمخطط تهويد القدس، وتكريسها كعاصمة لدولة الاحتلال، تحت مظلة صمت الحكام العرب وتواطؤ دولي لا يخجل من تقديم الغطاء السياسي والعسكري لتلك الجرائم، في حين تُعامل إسرائيل ككيان فوق القانون".
ولفت إلى أن محاولات الاحتلال تهجير سكان غزة نحو الجنوب، وإلى ما يُسمى "مناطق إنسانية" في المواصي وغيرها، تمهّد لتنفيذ "وعد ترامب ونتنياهو" بجعل غزة منطقة اقتصادية سياحية مطلة على المتوسط، خالية من سكانها الفلسطينيين.
وحول الموقف اليمني، قال سلام إن الرد الشعبي والرسمي في اليمن تجاه العدوان على غزة سيتطور مع استمرار الجرائم، مشددًا على أن "ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة"، وأن "محور المقاومة أثبت قدرته على ردع الاحتلال وكسر هيبته، كما يفعل اليوم أبناء غزة رغم الحصار والتدمير".
ودعا سلام في ختام حديثه الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك العاجل لوقف هذه المجازر، وعدم الاكتفاء بالإدانة اللفظية، معتبرًا أن "الصمت اليوم شراكة في الجريمة".
ومنذ انطلاق حرب الإبادة في السابع من أكتوبر 2023، اعتمدت (إسرائيل) سياسة الأرض المحروقة: قصف متواصل، نزوح داخلي متكرر، وارتفاع أعداد الشهداء لمعدل يقارب 100 شهيد يوميًا بحسب تقديرات ميدانية. لكن خلف هذه الممارسات يتضح – وفق محللين– أن الاحتلال يحيي خطة قديمة تهدف إلى التهجير الشامل للفلسطينيين.

