فلسطين أون لاين

"محمد وسالم، والأب منتصر"..

قنَّاصة إسرائيليُّون وأميركيُّون يعترفون بقتل مدنيِّين عزل في غزة

...
قنَّاصة إسرائيليُّون وأميركيُّون يعترفون بقتل مدنيِّين عزل من عائلة دغمش بغزة
متابعة/ فلسطين أون لاين

كشفت صحيفة هآرتس العبرية، الخميس، أن القضاء الألماني تلقى شكوى جنائية ضد جندي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والألمانية، بعد ظهوره في تحقيق استقصائي يصف فيه إطلاق النار على فلسطينيين مدنيين في قطاع غزة.

التحقيق، الذي أعدته مؤسسات إعلامية أوروبية وعربية من بينها دير شبيغل الألمانية والغارديان البريطانية وأريج، أظهر أن الجندي الألماني – المعرّف باسم دانيال ج. والمنحدر من ميونخ – خدم ضمن وحدة قناصة إسرائيلية، ويُشتبه في تورطه بقتل مدنيين اثنين على الأقل في مدينة غزة يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

ودعمت الصحيفة تحقيقها، الذي نشرته الثلاثاء، بإفادات شهود عيان وسجلات طبية ولقطات فيديو وشهادات ناجين وأقارب المتوفين الذين كانوا يقطنون في حي تل الهوى بغزة.

التحقيق ذاته تضمّن إفادات من مقاتل أميركي يُعرف بـ"الرقيب د." من شيكاغو، قال إن وحدته قتلت ثمانية مدنيين في غضون يومين، وأقر بأن القناصة الإسرائيليين أقاموا "خطًا وهميًا" غير معلن، يُطلق فيه النار على كل من يتجاوزه، حتى لو كان مدنيًا.

وتضمّن التحقيق أيضًا اعترافات صادمة للجندي دانيال راب، الذي نشأ في ولاية إلينوي الأمريكية وانضم إلى "فرقة الأشباح" التابعة للجيش الإسرائيلي، حيث أقر بشكل مباشر باستهداف المدنيين الفلسطينيين في غزة إلى جانب شريكه الألماني دانيال غرايتس.

وخلال مقابلة أجراها فريق يقوده الصحفي والناشط الفلسطيني يونس طيراوي، اعترف راب بقتل شاب فلسطيني أعزل. وعندما عُرضت أمامه لقطات توثّق إصابة الشاب سالم دغمش (19 عامًا) برصاصة قاتلة، قال ببرود إنها كانت "أول عملية قتل" نفذها. وأضاف أنه كان يعلم أن سالم أعزل، لكنه استهدفه لأنه كان يحاول انتشال جثة شقيقه الأكبر محمد.

وتابع راب بتصريح صادم: "يصعب عليّ فهم سبب قيام سالم بهذا، لكن بصراحة لم يكن يعنيني ما يقوم به. هل كانت تلك الجثة بتلك الأهمية؟".

كما كشف راب أن وحدة القناصة التي ينتمي إليها قتلت ما مجموعه 105 أشخاص.

ووفق روايات شهود عيان، فقد أطلق قناصة الاحتلال النار أولًا على محمد دغمش الأعزل، ثم على شقيقه سالم أثناء محاولته إنقاذه، قبل أن يستهدفوا الوالد منتصر دغمش حين حاول الاقتراب من جثتي ولديه.

ولتفادي المزيد من الضحايا، اضطرت العائلة إلى ترك الجثث ملقاة في الشارع، ولم يُسمح بانتشالها إلا بعد وقف إطلاق النار المؤقت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

شهادة راب أوضحت أيضًا أن مدنيين آخرين استُهدفوا في محيط حديقة برشلونة بغزة، بينهم محمد فريد، أحد أقرباء عائلة دغمش.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن فرقة "رفائيم" التي خدم بها هؤلاء القناصة، تضم 11 شخصًا من جنسيات متعددة (الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، جنوب إفريقيا، إيطاليا، إثيوبيا، أذربيجان)، معظمهم يحمل الجنسية الإسرائيلية.

ورغم خطورة هذه الاعترافات الموثقة، فقد أغلقت النيابة الفدرالية الألمانية الملف بداية العام الحالي بدعوى "غياب الاشتباه الكافي"، من دون حتى استجواب دانيال.

هذا القرار أثار موجة انتقادات، أبرزها من البروفيسور كريستوف زافيرلينغ، المتخصص في القانون الجنائي الدولي بجامعة إرلانغن نورنبيرغ، الذي طالب بإعادة فتح التحقيق ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب "بغض النظر عن هويتهم".

التحقيق أشار أيضًا إلى أن دانيال رفض التعليق على الاتهامات، ويُعتقد حاليًا أنه يعمل في وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة الإسرائيلية.

وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه الضغوط القانونية على إسرائيل في أوروبا، حيث تلقت السلطات الألمانية مؤخرًا شكاوى ضد أربعة جنود آخرين يُشتبه بتورطهم في التحريض على الكراهية أو تدمير منازل المدنيين في غزة.