في عددها الحادي عشر، كشفت مجلة "الحارس" عن تفاصيل ضبط أحد المتخابرين مع الاحتلال الإسرائيلي، وكيف استغل جهاز "الشاباك" سجله الجنائي للإيقاع به.
وبدأت القصة، بحسب المجلة الأمنية، حين تعرف المدعو (ع.م)، 27 عامًا، عبر صديق على تاجر مخدرات، مقابل مساعدته في نقل المواد وتوزيعها. سرعان ما غرق في الإدمان، وبعد فترة أبلغه التاجر بوقف العمل بحجة نفاد المخدرات نتيجة الحصار والحرب. إلحاحه على العودة جعله يتلقى وعدًا بتأمين فرصة عمل أخرى.
بعد أسبوع، تلقى (ع.م) اتصالًا من شخص ادعى أنه من النقب، عرض عليه استلام شحنات مخدرات بواسطة طائرات مسيّرة (كوادكابتر) شرق القطاع وتسليم الأموال إلكترونيًا. في البداية تظاهر المتخابر بالرفض، لكنه اعترف لاحقًا أنه قبل العرض تحت ضغط الضابط الذي هدده بالفضيحة والقتل.
المهام الأمنية، لم يقتصر الأمر على المخدرات، بل أوكل ضابط المخابرات إليه مهام أمنية؛ من بينها جمع معلومات عبر النساء وصغار السن عن مراكز إيواء ومنازل، والتحقق من الأوضاع الصحية لبعض المستهدفين من قبل الاحتلال. كما ساعد في عمليات ميدانية لوحدات إسرائيلية خاصة.
وبمرور الوقت أصبح من كبار مروّجي المخدرات في غزة، فيما أكد "تاجر النقب" له أن "المعلم الكبير" (ضابط الشاباك) مسرور بعمله وسيكافئه بتوسيع نشاطه.
بعدها تلقى (ع.م) لاحقًا اتصالًا من "المعلم الكبير"، الذي طلب منه تشغيل هاتف سيأتي مع إحدى الشحنات. بعد تشغيله، تلقى اتصالًا مباشرًا منه كشف فيه أنه ضابط في جهاز "الشاباك". وبحسب ضابط أمني فلسطيني، فإن عدم تفاجؤ (ع.م) بالهوية يؤكد أنه وافق على العمل مع الاحتلال دون تردد.
من جهته، أوضح ضباط الأمن أن الاحتلال يستغل ظروف الحرب والفقر والإدمان لتجنيد ضعاف النفوس واختراق الجبهة الداخلية، مؤكدين أن جهودًا أمنية ميدانية مضنية تبذل لتأمين الداخل وحماية ظهر المقاومة، عبر ملاحقة المتخابرين وتحييدهم.