قائمة الموقع

"من 120 إلى 40 كغم".. رحيل "مأساويّ" للأكاديميّ عمر حرب جوعًا ومرضًا في غزَّة

2025-09-04T17:18:00+03:00
بـ "40 كيلو غرام فقط".. رحيل "مأساويّ" للأكاديميّ عمر حرب جوعًا ومرضًا في غزة

توفي اليوم الخميس، الأكاديمي والكاتب الفلسطيني عمر حرب، نتيجة المرض وسوء التغذية ونقص الرعاية الطبية في قطاع غزة، بعد شهور من معاناة قاسية أعقبت فقدانه زوجته ومعظم أبنائه وسبعة من أحفاده في حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على قطاع غزة.

وأُعلن عن رحيل حرب في مستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس، بعدما انهار جسده تحت وطأة الجوع والصدمة النفسية، إذ أصيب بورم سرطاني في الغدة الليمفاوية عقب الكارثة الإنسانية التي ألمّت بأسرته، دون أن يحظى بفرصة للعلاج أو حتى أبسط مقومات الرعاية الصحية.

وخلال الحرب، فقد حرب 26 فردًا من عائلته في مجازر متفرقة، ولم ينجُ من أسرته الكبيرة سوى ابن واحد يعاني من مرض عصبي. وقد وثّق في مقابلات سابقة معاناته مع الجوع والعزلة، مشيرًا إلى أنّ وزنه انخفض من 120 كغم إلى 40 فقط، وكان يكتفي بتمرٍ قليل يسدّ به رمقه.

وأشار الراحل إلى أنّ الحرب "سحقت الأكاديميين والمثقفين وأرباب العلم، ودفعَت بالجميع إلى معركة يومية قاسية من أجل البقاء فقط"، مؤكداً أنّه لم يجد حتى كرسيًا متحركًا أو معدات طبية تساعده على مواجهة الألم. ورغم حصوله على موافقة مبدئية للسفر إلى مصر للعلاج، أُزيل اسمه من قائمة المغادرين في اللحظة الأخيرة دون تفسير.

ويُعد عمر حرب أحد أبرز الوجوه الثقافية والأكاديمية في مدينة رفح، وقد عاش أيامه الأخيرة منعزلاً، مثقلاً بالجوع والمرض، حتى فارق الحياة.

وتأتي وفاته في وقت تحذّر فيه منظمات فلسطينية ودولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث تؤكد التقارير الأممية انتشار المجاعة رسميًا.

ووفق وزارة الصحة، فقد استشهد 185 فلسطينيًا في أغسطس/ آب فقط بسبب الجوع، ليرتفع إجمالي ضحايا المجاعة إلى 370 شهيدًا منذ بدء الحرب، بينهم 131 طفلًا. كما يعاني أكثر من 43 ألف طفل من سوء تغذية حاد، إضافة إلى عشرات آلاف النساء الحوامل والمرضعات في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.

اخبار ذات صلة