أعلن عمال ميناء "جنوة" الإيطالي، اليوم، أنهم في حال فقدان الاتصال بالسفن المشاركة في "أسطول الصمود" لكسر الحصار عن غزة، حتى لو لمدة 20 دقيقة، أو في حال منعهم من الوصول إلى وجهتهم، سيُفرض حصار كامل على البضائع المتجهة إلى "إسرائيل".
وقال العمال، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية، إن الممر الإنساني يهدف إلى إيصال المساعدات للسكان الفلسطينيين تحت القصف، مؤكدين أن أولوية قصوى هي عودة الناشطين بسلام، وأن كل شحنة غذائية تمثل حقًا للشعب الفلسطيني.
وأوضحت التقارير الإيطالية أن ميناء جنوة يشحن سنويًا نحو 13 إلى 14 ألف حاوية إلى "إسرائيل"، لكن النقابات العمالية أكدت أن أي شحنة لن تغادر الميناء حتى يتم ضمان وصول الأسطول بسلام، ملوّحة بإمكانية إطلاق إضراب دولي وقطع الطرق لدعم موقفها.
وكان عمال الميناء قد نظموا في يونيو الماضي اعتصامًا بدعم من اتحاد "Usb" والنقابة العمالية، وأكدوا خلاله أنهم لن يحملوا أي سفينة إسرائيلية بالأسلحة، في ما وصفته صحيفة"إل مانيفيستو" بأنه حظر سلمي ضد المجازر في غزة.
وفي وقت سابق أمس، نظّم العمال مسيرة بالشموع مصحوبة بأكثر من 280 طنًا من المواد الغذائية التي جمعتها منظمة "ميوزيك فور بيس" والعمال أنفسهم، حيث حولوا قاعة الكمالي التابعة لشركة عمال الميناء إلى مخزن لتجهيز المساعدات، بمشاركة فرق تطوعية من العمال لإعداد الشحنات وإرسالها إلى قطاع غزة.
وأبحر "أسطول الصمود"، مساء الاثنين، من برشلونة باتجاه قطاع غزة، حاملاً مئات الناشطين من نحو 50 دولة بينهم السويدية غريتا تونبرغ، والممثلان ليام كنينغهام وإدوارد فرنانديز، إضافة إلى نواب أوروبيين وشخصيات عامة.
وكانت السفن، وعددها نحو 20، اضطرت للعودة مؤقتاً إلى الميناء بسبب رياح قوية تجاوزت سرعتها 55 كلم/ساعة، قبل استئناف الرحلة التي يتوقع أن تصل غزة منتصف سبتمبر/أيلول. ويشارك في الأسطول اتحادات ومنظمات دولية أبرزها اتحاد أسطول الحرية وحركة غزة العالمية.
ويخطط القائمون على المبادرة إلى الانطلاق مجدداً من تونس يوم الخميس المقبل، بعد أن بدأت الرحلة من إسبانيا أمس الأحد، في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ سنوات.
من جانبها، دعت منظمة العفو الدولية "إسرائيل" إلى السماح للأسطول بالوصول الآمن، واعتبرت أي اعتراض "اعتداءً على المبادئ الإنسانية والقانون الدولي".
كما شددت على أن الحصار الإسرائيلي غير قانوني ويتسبب بمجاعة غير مسبوقة في غزة، مطالبة برفعه فوراً وضمان تدفق المساعدات.
يأتي التحرك بعد أن منعت إسرائيل مرتين محاولات سابقة لإيصال مساعدات عبر البحر خلال يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين، فيما لا تزال المعابر البرية مغلقة منذ مارس/آذار، ما عمّق الكارثة الإنسانية في القطاع.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 63 ألفا و459 شهيدًا، و160 ألفا و256 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت أكثر من 339 فلسطينيا بينهم 124 طفلا.

