في صباح 7 أكتوبر، كشفت المعارك التي دارت في معسكر "يفتاح" وقاعدة "إيرز" العسكرية عن سلسلة من الإخفاقات والقصور في استعدادات الجيش الإسرائيلي، حيث كان معظم الجنود من أفراد الدعم القتالي الذين لم يكونوا مجهزين أو مدربين لمواجهة هجوم واسع النطاق من قطاع غزة.
وحسب ما نشر موقع "يديعوت أحرنوت" اليوم الثلاثاء، فقد كان معسكر "يفتاح" وقاعدة "إيرز" شبه خاليتين من المقاتلين المدربين، واعتمدت القواعد بشكل أساسي على جنود دعم مثل الطهاة والسائقين، ما يدل على ضعف الاستعداد وعدم وجود خطط واضحة لمواجهة هجوم مفاجئ. هذا الأمر ترك المواقع عرضة للاختراق من قبل مقاتلي حماس.
ومع اشتداد الهجوم، تبين أن العديد من الجنود لم يتحركوا للدفاع عن مواقعهم، بل فضلوا البقاء في الملاجئ رغم تلقي أوامر بالاشتباك، وهو سلوك وصفه التحقيق بأنه "فشل مهني وأخلاقي". مثل هذا التراخي ساهم في السماح للمهاجمين بالتقدم والسيطرة على أجزاء من القواعد لفترات طويلة.
ورغم بعض المحاولات لصد الهجوم إلا أن القيادة العليا لم توفر دعمًا كافيًا أو تعزيزات سريعة، مما أدى إلى سقوط 13 جنديًا واحتلال مساحات مهمة من المعسكرات لفترات طويلة.
كما أظهر التحقيق تشتتًا في إدارة المعركة، حيث أدت أخطاء في التنسيق إلى مواقف مميتة، مثل إطلاق النار الخطأ على ضابط إسرائيلي.
مقاتلون انطلقوا للقتال وهم يرتدون ملابس رياضية فقط وبدون معدات قتالية كافية، ما يعكس غياب خطة احتياطية واضحة للتعامل مع هجوم مفاجئ بهذا الحجم. كما بدا أن قوات الهندسة، التي كان من المفترض أن تلعب دورًا حيويًا في صد الهجوم، تخلت عن مواقعها وامتنع قسم كبير منها عن الاشتباك.
تسبب هذا الفشل الجماعي في خسائر بشرية كبيرة وفتح الباب أمام مقاتلي حماس لاجتياح أجزاء من المعسكرات وشن هجمات داخل الأراضي المحتلة، وقد استغرق استعادة السيطرة على معسكر "يفتاح" ساعات طويلة رغم وصول التعزيزات في النهاية.
ويخلص التحقيق إلى أن "الجيش الإسرائيلي" لم يكن مستعدًا بشكل كافٍ لهذا الهجوم، وأن ضعف الجاهزية والتخطيط أدى إلى فشل تكتيكي كبير، مع بروز حالات فردية من البطولة التي لم تستطع تعويض الإخفاقات النظامية.