فلسطين أون لاين

حماس 29



29 عاماً هو تاريخ انطلاقة حركة حماس كحركة مقاومة وطنية إسلامية تتصدر المشهد الفلسطيني خلال السنوات الأخيرة، وامتداد لتاريخها السابق في النضال المقاومة والجهاد في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي بذل كل ما يستطيع للتخلص منها وافناءها كما علن ذلك خلال الحروب الثلاث عام 2008 ثم عام 2012 ثم اخيراً عام 2014، وهي الحرب الأشرس.


الحديث هنها ليس عن ماضي حركة حماس ، لكنها اليوم هي بحاجة لمعالجة العديد من القضايا في المرحلة القادمة، لتحقيق أهدافها بعد 29 عاما على انطلاقها، كجزء من أهداف الشعب الفلسطيني في الخلاص من الاحتلال، وما يمكن أن نسميه انها تجاوزت مرحلة الفناء، ودخولها مرحلة جديده ومهمة من القدرة على العطاء وقيادة الساحة الفلسطينية والذي يحتاج لجهد خاص منها في ظل حالة الترهل والانقسام الذي يطال بعض الحركات الوطنية وفي مقدمتها حركة فتح التي تصدرت المشهد الفلسطيني لسنوات طويلة.


اليوم تجد نفسها حماس بحاجة إلى اعادة ترتيب علاقتها الوطنية والبناء على ما أنجزته خلال السنوات الماضية من تقارب وخاصة حركة الجهاد الاسلامي، وأن تترجم هذا العلاقات إلى ممارسات واندماج بين الجانبين، مما سيعزز الحضور لهما، ويقدم نموذج وطني إسلامي جديد من العمل الفلسطيني، وكذلك التقارب مع قوى اليسار وتحديداً هنا الجبهة الشعبية التي تتبنى مواقف مقاربة سياسيا لحركة حماس، وخاصة ضد ممارسات السلطة في الضفة الغربية ورفض سياسة السلطة الامنية مع الاحتلال.


حماس بحاجة أن تعيد ترتيب علاقتها مع الجمهور الفلسطيني على صعيد الخدمات اليومية سواء بشكل مباشر من خلال مؤسساتها الخاصة والتي تمتلك نموذج خاص من العمل المنظم والمشهود له على مدار تاريخ سنواتها بل يعتبر الرافعة لها جماهيريا، وهي بحاجة أن تمارس ذلك من خلال المؤسسات الرسمية في ظل تخلي حكومة رام الله عن دورها في خدمة المواطنين.


نجحت حماس في إقامة علاقات خارجية مميزة استطاعت أن تؤمن دعماً سياسياً ومالياً مميزاً على مدار السنوات الماضية، وقد تأثر بعد حالة الاضطراب في المنطقة، والضغوط التي مارستها بعض الأطراف ضدها لإتخاذ مواقف مؤيدا لطرف على صالح الاخر وصمدت كثيراً امام ذلك بل أنها دفعت ثمن تلك المواقف، وهي اليوم بحاجة أن تعيد دراسة تلك الواقف والتباينات بينما يتوافق مع التصالح مع الذات التي يميز حماس عن غيرها ويتوافق مع قيمها ومبادئها، وهذا يدعو لإعادة بناء العلاقات مع بعض الاطراف العربية وهي جادة بذلك بما فيها العلاقة مع مصر التي تربطها علاقة جوار وقد تشهد تطورا ايجابيا المرحلة القادمة.


حافظت حماس على أن تبقى بوصلة العداء مع الاحتلال الإسرائيل مهما تبدلت أو تغيرت الظروف، وهو ما رسخ في الوعي الصهيوني أن حركة حماس هي العدو المركزي للاحتلال وأن تراكم الانجازات على صعيد قوة المقاومة مع السنوات يهدد الاحتلال وكيانه، ويبقى حماس في موقع القوة والسيطرة، وأن محاولات الاجتثاث قد أصبحت من الماضي.