حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن حالات تفشي الكوليرا الناجمة عن الصراع والفقر تزداد سوءاً في دول عدة، وتشكل تحدياً عالمياً كبيراً للصحة العامة.
ورصدت تقارير المنظمة العام الحالي 409 آلاف إصابة بالكوليرا و4738 وفاة في 31 دولة خلال الفترة الممتدة من الأول من يناير/ كانون الثاني و17 أغسطس/ آب 2025، مشيرة إلى تجاوز نسبة الوفيات 1% في ست دول.
وذكرت المنظمة في بيان صحفي، أن منطقة شرق البحر المتوسط سجلت أعلى عدد من حالات الإصابة، ومنطقة أفريقيا أكبر عدد من الوفيات.
وقالت الصحة العالمية، إن "الصراعات والنزوح الجماعي والكوارث الطبيعية وتغيّر المناخ تنشر الكوليرا، خاصة في المناطق الريفية والمناطق المتضررة من الفيضانات التي تضم بنى تحتية ضعيفة ووصولاً محدوداً إلى الرعاية الصحية جعلت السيطرة على تفشي المرض أكثر تعقيداً وصعوبة، في حين أن الحصول على مياه شرب نظيفة وصرف صحي ونظافة صحية يوجد الحل الوحيد المستدام على المدى الطويل لإنهاء حالة الكوليرا الطارئة حالياً، ومنع حدوث أخرى في المستقبل".
وكشفت الصحة العالمية أن الكوليرا ظهرت في دول لم تعلن عن عدد كبير من الإصابات منذ سنوات، مثل جمهورية الكونغو وتشاد اللتين سجلتا أعلى معدلات وفيات في العالم بنسبة 7.7% و6.8% على التوالي، بينما اعتبر السودان أكثر البلدان تأثراً بالكوليرا في العالم، وسجل أكثر من 2400 حالة وفاة خلال عام في 17 من ولاياته الـ18.
ومنذ 30 يونيو/حزيران الماضي، بدأ المرض ينتشر على نطاق واسع في إقليم دارفور المضطرب بالسودان، خاصة في مواقع إيواء النازحين ذات الكثافة السكانية العالية، وسجلت آلاف الإصابات في ولايات شمال ووسط وجنوب دارفور، فيما تجاوز عدد الوفيات المئات.
والأربعاء الماضي، أعلنت وزارة الصحة في تشاد، وفاة 68 شخصاً بالكوليرا منذ الإعلان عن تفشّي الوباء في مخيّم للاجئين السودانيين في أواخر يوليو/تموز الماضي. والخميس الماضي، قال مسؤولون محليون إن تفشي الكوليرا في ولاية زامفارا شمال غربي نيجيريا، أودى بحياة ثمانية، وأصاب أكثر من 200 في 11 منطقة.
وفي العادة تترافق الإصابة بالكوليرا مع إسهال حادّ ناجم عن تناول مياه أو أطعمة ملوّثة ببكتيريا، ويسهل مداواتها من خلال إعادة ترطيب المريض خصوصاً، لكنها قد تؤدّي إلى الموت خلال بضع ساعات في حال تعذّر علاجها.

