يستعد مئات النشطاء من 44 دولة للإبحار يوم الأحد من عدة موانئ إسبانية باتجاه قطاع غزة، ضمن أكبر قافلة بحرية من نوعها حتى الآن تحت اسم "أسطول الصمود العالمي"، محملة بعشرات القوارب التي تنقل مساعدات إنسانية.
ويشارك في الأسطول شخصيات بارزة بينها الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ والسياسية البرتغالية اليسارية ماريانا مورتاجوا، إلى جانب مئات المتطوعين الذين أكدوا أن تحركهم يهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على غزة منذ سنوات.
وقال سيف أبو كشك، أحد منسقي الحملة المقيم في إسبانيا، في تصريحات لوكالة "رويترز": "الكرة الآن في ملعب الحكومات. عليهم أن يتحركوا للضغط على إسرائيل من أجل السماح للأسطول بالمرور وضمان ممر آمن له".
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعترضت خلال الأشهر الماضية سفينتي "مادلين" التي أبحرت من إيطاليا بقيادة ثونبرغ، و"حنظلة" التي كانت تحمل مساعدات عاجلة من غذاء وحليب أطفال وأدوية، في إطار سلسلة متكررة من محاولات كسر الحصار البحري.
ويأتي التحرك الجديد في وقت يحذر فيه مسؤولون دوليون من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، حيث تمنع إسرائيل دخول مئات الأصناف الأساسية. وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، فإن الاحتلال لم يسمح خلال آخر 30 يومًا سوى بإدخال 14% فقط من الاحتياجات الإنسانية، ما تسبب بعجز يبلغ 86% من المساعدات المطلوبة.
وفي 26 يوليو/ تموز الماضي، اقتحمت قوات من البحرية الإسرائيلية سفينة "حنظلة" التي كانت تقل متضامنين دوليين في أثناء توجهها إلى غزة، وسيطرت عليها بالكامل واقتادتها إلى ميناء أسدود.
وكانت السفينة "حنظلة" وصلت إلى حدود 70 ميلا بحريا من غزة حينما اقتحمها الجيش الإسرائيلي، حيث تجاوزت المسافات التي قطعتها سفن سابقة مثل "مادلين" التي وصلت مسافة 110 أميال قبل اعتراضها من قبل إسرائيل في 9 يونيو/ حزيران الماضي.
وسفينة "الضمير" التي كانت على بُعد 1050 ميلا عند مهاجمتها من قبل إسرائيل في 2 مايو/ أيار الماضي، و"مرمرة الزرقاء" التي كانت على بعد 72 ميلا من غزة قبل اعتراضها من قبل إسرائيل عام 2010، وفق اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 62 ألفا و895 شهيدًا، و158 ألفا و927 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 313 فلسطينيا، بينهم 119 طفلا حتى الأربعاء.