قائمة الموقع

الإعلام العبريّ: الضغوط العسكرية والسياسية تجبر نتنياهو على مراجعة خياراته

2025-08-24T19:06:00+03:00
الإعلام العبريّ: الضغوط العسكرية والسياسية تجبر نتنياهو على مراجعة خياراته

يواجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو واحدة من أصعب معضلاته السياسية والعسكرية منذ اندلاع حرب الإبادة على غزة، وذلك في وقت تحذر فيه المؤسسة العسكرية من استمرار النزاع الذي قد يطيل الحرب بدلاً من إنهائها.

كشف مسؤولون وعسكريون إسرائيليون عن أن مسار الحرب الحالي في غزة يهدد بتفكك الجيش، وانخفاض مشاركة الجنود في المهام الخطرة، بما في ذلك امتناع عدد متزايد من الطيارين عن قصف القطاع، وتراجع نسب الحضور في الخدمة الاحتياطية، ورفض جنود الخدمة الإلزامية والاحتياط تنفيذ مهام شديدة الخطورة وغير مجدية.

وفي الوقت نفسه، تضغط الظروف السياسية على نتنياهو بعد موافقة حركة حماس على صفقة جزئية لتبادل الأسرى، ما وضعه أمام خيارين صعبين: إما القبول بالصفقة والتهديد بانهيار حكومته اليمينية، أو رفضها ومواصلة الحرب مع المخاطرة بفقدان الغطاء الأميركي.

وأشارت المراسلة السياسية لصحيفة معاريف، آنا براسكي، إلى التردد المستمر في مواقف نتنياهو، فيما يقود وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر معسكر الرفض، محذرًا من أن الصفقة الجزئية تمنح حماس فرصة لإعادة ترتيب صفوفها وتعزيز قوتها، بينما يرى آخرون مثل رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي أن الفرصة الفورية لتحرير الأسرى لا يجب تفويتها.

وتواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطًا متزايدة من الداخل والخارج، فقبول الصفقة قد يؤدي إلى انسحاب وزراء متطرفين مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، فيما يمكن لنتنياهو بناء ائتلاف بديل بمشاركة بيني غانتس ويائير لبيد لضمان استمرار حكومته.

ويبرز هذا الواقع العسكري والسياسي المعقد، في ظل تحذيرات الجيش الإسرائيلي من أن استمرار الحرب دون رؤية واضحة قد يترك قوات إسرائيلية وأسرى في غزة لفترة طويلة، ويزيد التوتر الداخلي في المؤسسة العسكرية، ويضع نتنياهو تحت ضغط متنامٍ لاتخاذ قرار حاسم بين إنهاء الحرب جزئيًا أو مواصلة الرهان على المظلة الأميركية.

وأشار يوآف ليمور، مراسل صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، إلى أن الكابنيت وجّه الجيش لاستكمال عملياته حتى 6 أكتوبر، محاولة لتقديم ما يسميه "نصر" بعد مرور عامين على الحرب، لكن رئيس الأركان وقيادة المؤسسة الأمنية يحذرون من أن هذا المسار قد يترك قوات إسرائيلية وأسرى في غزة حتى الذكرى الثالثة للكارثة.

وأضاف ليمور أن خطة رئيس الوزراء نتنياهو تركز على القضاء على حركة حماس، وفقًا لتوجيهات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بينما ترى القيادة العسكرية أن تنفيذ ذلك على الأرض معقد وطويل، ومليء بالعقبات، خصوصًا مع وجود المدنيين والأسرى.

من جانبه، قال الباحث في علاقة جيش الاحتلال بالمجتمع الإسرائيلي، ياغيل ليفي، إن وقف الحرب على غزة غير ممكن إلا إذا شعر قادة الجيش بانهيار جيشهم كما حدث في حرب فيتنام، مشيرًا إلى أن عملية التفكك بدأت داخل الجيش، بما في ذلك امتناع عدد متزايد من الطيارين عن قصف غزة، وانخفاض نسبة الحضور في الخدمة الاحتياطية، ورفض جنود الخدمة الإلزامية والاحتياط تنفيذ مهام شديدة الخطورة وغير مجدية.

اخبار ذات صلة