كشف تحقيق استقصائي بثته القناة 13 العبرية، عن فشل حكومة الاحتلال في التوصل إلى صفقة لتحرير الأسرى الإسرائيليين في غزة، مبرزًا حجم الإخفاقات التي تسببت في إهدار عشرات الفرص التي وصلت إلى مرحلة الاتفاق قبل أن يُحبطها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من أجل كسب مزيد من الوقت.
التحقيق الذي أعده الصحفيان رافيف دراكر ونيريا كراوس أظهر أن حكومة الاحتلال وقيادة الحرب استمرت لعامين كاملين في عدوانها على غزة دون إحراز أي تقدم حقيقي في ملف الأسرى والمتحزين، فيما لم يتبق اليوم سوى عشرين أسيرًا على قيد الحياة داخل القطاع، بينما يواصل نتنياهو حصد مكاسب سياسية بالحفاظ على أكثر من عشرين مقعدًا في استطلاعات الانتخابات.
وتضمن التحقيق شهادات مؤثرة من شخصيات إسرائيلية وأمريكية بارزة، بينها العميد الاحتياط أورين سيتر، أحد أعضاء فريق التفاوض السابق، الذي ظهر أمام الكاميرا متأثرًا بالشعور بالخسارة الفادحة نتيجة التخلي الممنهج عن المحتجزين، فيما أكد أن نتنياهو كان يضع عقبة جديدة في كل مرة مثل رفح أو محور فيلادلفيا أو نتساريم أو حتى بند المساعدات الإنسانية لإبقاء المفاوضات في حالة جمود دائم.
وفي السياق نفسه، روى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أن نتنياهو أضاف صعوبات وشروطًا تعجيزية خلال مراحل التفاوض، ما دفع الوسطاء والأطراف إلى طريق مسدود.
وأشار ماثيو إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن كانت تدرك حجم الإحباط من أداء رئيس حكومة الاحتلال لكنها كانت تتعمد قول شيء خلف الكواليس وشيء آخر أمام الإعلام حتى لا تُفشل المحادثات.
وأوضح أن المقترحات التي طُرحت كانت دائمًا مصممة لخدمة احتياجات حكومة نتنياهو، وأن واشنطن لم تدعم أي عرض قُدم لحماس ولم توافق عليه تل أبيب.
وتابع:" لقد فهموا أنه عندما أُعلن عن وجود صدع في العلاقات الغامضة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فقد أدى ذلك إلى نفور حماس".
وأوضح أنه ولهذا السبب سعى ممثلو الإدارة الأمريكية، ومنهم بريت ماكغورك، المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط في إدارة بايدن، إلى إظهار جبهة موحدة، "ليس لأنهم يعتقدون في كثير من الأحيان أن المنظمة هي العائق".
وأعرب ممثلون عن فريق التفاوض السابق، ومسؤولون من إدارة بايدن، والسياسيان يوآف غالانت وغادي آيزنكوت، اللذان حضرا مجلس الوزراء الحربي، عن إحباطهم إزاء الفرص المهدورة أمام تحرير الرهائن.
كما أبرز التحقيق أن المماطلة كانت السمة الأبرز في إدارة الملف، حيث كان مراسلو القنوات العبرية يتحدثون عن “انفراج” و“اتصالات متقدمة” في حين كانت المفاوضات عالقة، وهو ما ساعد على تهدئة الرأي العام الإسرائيلي وإعطاء الحكومة المزيد من الوقت على حساب حياة الأسرى.
وأكد وزير الحرب السابق غادي آيزنكوت أنه ما زال مصدومًا من الحاجة إلى إقناع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بأن الإفراج عن الأطفال ضمن الصفقة أمر أخلاقي، في حين عبّر وزير الحرب السابق يوآف غالانت أيضًا عن استيائه من الفرص المهدورة.
واستعرض التحقيق أمثلة من محطات التفاوض في باريس والدوحة، حيث بدا أن الصفقة على وشك التبلور لكن نتنياهو كان يستدعي فريق التفاوض إلى تل أبيب لعرقلة التقدم، وهو ما وصفه أورين سيتر بـ“الفخ المتعمد” الذي أفقده القدرة على الاستمرار في دوره الرسمي داخل الفريق.

