قائمة الموقع

​​​​​​​هجوم فصيل قسامي يُسقط تحصينات الاحتلال من المسافة صفر

2025-08-21T08:38:00+03:00
​​​​​​​هجوم فصيل قسامي يُسقط تحصينات الاحتلال من المسافة صفر
فلسطين أون لاين

شكّل هجوم فصيل مشاة من كتائب القسام على موقع مستحدث لجيش الاحتلال جنوب شرق مدينة خان يونس مفاجأة كبيرة لجيش الاحتلال ووسائل إعلامه، التي تناولت الحدث بصدمة، معتبرة أن المقاومة ما زالت قادرة – بعد عامين من الحرب والتدمير – على تنفيذ عمليات نوعية كبرى، تماثل عبور السابع من أكتوبر، رغم فارق الزمن واستمرار القتال المتواصل.

ووفق بيان صادر عن كتائب القسام، فقد اقتحم المقاومون الموقع واستهدفوا عدداً من دبابات الحراسة من نوع ميركافاة 4 باستخدام عبوات شديدة الانفجار وقذائف الياسين 105. كما استهدفوا منازل كان يتحصن بداخلها جنود الاحتلال، فأمطروها بست قذائف مضادة للتحصينات والأفراد ونيران الرشاشات الثقيلة، قبل أن يقتحم بعض المقاومين المنازل ويجهزوا على عدد من الجنود من مسافة صفر بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية.

وجاء في البيان أن أحد المقاومين تمكن من قنص قائد دبابة، فيما دكّ آخرون المواقع المحيطة لقطع طرق الإمداد وتأمين انسحاب القوة. وعند وصول تعزيزات الإنقاذ، فجّر أحد المقاومين نفسه في الجنود، موقِعاً قتلى وجرحى، بينما استمر الهجوم عدة ساعات وسط رصد المقاومين لهبوط مروحيات الاحتلال للإخلاء الطبي.

قناة كان العبرية وصفت الحدث بأنه "غير مسبوق"، مشيرة إلى أن منفذيه – وعددهم لا يقل عن 14 مقاوماً – خرجوا من فتحة نفق قرب الموقع. أما موقع "حدشوت بزمان" فقال إن الموقع المستهدف يتبع لواء كفير في رفح.

عملية مركبة

الخبير العسكري د. رامي أبو زبيدة، أكد لـ"فلسطين أون لاين" أن بيان القسام يضعنا أمام مشهد مختلف عما روّجته المصادر الإسرائيلية، التي حاولت تصوير الهجوم كاشتباك محدود. وقال: "ما جرى أقرب إلى عملية مركبة واسعة النطاق، شارك فيها فصيل مشاة كامل، ما يرفع مستواها من تسلل محدود إلى هجوم ميداني منظم استهدف أكثر من هدف في وقت واحد".

وأوضح أن استخدام عبوات الشواظ والياسين 105 ضد دبابات ميركافاة 4، يثبت أن الدروع الإسرائيلية لم تكن بمأمن رغم أنظمة الحماية النشطة. كما أن الاشتباك المباشر من مسافة صفر داخل منازل يتحصن فيها الجنود يمثل تطوراً نوعياً، لأنه يكسر مقولة أن الميدان مكشوف بالكامل أمام الاحتلال.

وأشار إلى أن العملية شملت قنص قائد دبابة، ما يدل على أنها لم تكن عشوائية بل مخططة لاستهداف قادة ميدانيين. كما أن استخدام الهاونات لإغلاق محيط الموقع وتأمين الانسحاب يُظهر أن الخطة لم تكن "انتحارية"، بل مركبة تضمنت الدخول والاشتباك والانسحاب.

ورأى أن العمل الاستشهادي في المرحلة النهائية يعكس إصرار المقاومين على إيقاع أكبر خسائر ممكنة حتى لحظة تدخل قوات الإنقاذ. وأضاف: "العملية تشبه بعض العمليات الكبرى التي نفذتها المقاومة سابقاً، لكنها مختلفة لأنها جاءت بعد عامين من حرب متواصلة كان يفترض أن تُنهك قدرات المقاومة، ومع ذلك نفذت هجوماً بهذا الحجم والتعقيد".

وأكد أن للهجوم أبعاداً استراتيجية، أهمها أن المقاومة – رغم السيطرة الجوية والتكنولوجية الإسرائيلية – ما زالت قادرة على الوصول إلى عمق التحصينات وخوض قتال مباشر، وهو ما يضعف سردية الأمن الإسرائيلي الكامل.

إصرار على الأسر

وبيّن أبو زبيدة أن عمليات القسام الأخيرة تكشف عن إصرار على تنفيذ عمليات أسر جنود، معتبراً ذلك خياراً استراتيجياً مدروساً، قائلاً: "الاحتلال شديد الحساسية تجاه قضية الأسر، فهي توازي بأثرها العسكري والسياسي العمليات القتالية المباشرة".

وأوضح أن كل محاولة أسر تعني أن الجندي الإسرائيلي في الميدان مكشوف وغير آمن، وبمجرد حدوث عملية أسر أو الاشتباه بها، يتحول جيش الاحتلال إلى وضعية دفاع، ويوقف الهجوم ويوسع دائرة البحث، ما يستنزف قوات كبيرة. كما أن وجود أسير حي يمنح المقاومة معلومات استخباراتية وورقة تفاوض قوية في المستقبل.

مرحلة عض الأصابع

المختص بالشأن الإسرائيلي، أمين الحاج، وصف المرحلة الحالية بأنها "مرحلة عض الأصابع"، حيث يسعى كل طرف لإثبات السيطرة والقدرة على الصمود. وقال: "الهجوم لم يكن اشتباكاً عادياً، بل عملية واسعة نفذتها قوة ليست صغيرة، استهدفت دبابات ومواقع تحصن الجنود من المسافة صفر".

وقال الحاج لـ "فلسطين أون لاين": "رأينا في حي الزيتون نموذجا مختلفا من العمليات، لأن جيش الاحتلال يحاول التقدم وفرض التهجير، لكنه يواجه بمقاومة عنيدة تضرب في كل مكان"، لافتا، إلى أن الجندي الذي يدخل لغزة لا يعرف من أين يأتيه الخطر، هل من نفق أو منزل أو شارع يعبره؟، فضلا عن الخوف المستمر فتتحول كل مهمة لمغامرة.

وأكد أننا أمام مرحلة استنزاف متبادلة، تثبت فيها المقاومة أنها لا زالت قادرة على المبادرة وإدارة المعركة وفرض معادلات، وأن جيش الاحتلال بالرغم من تفوقه يجد فسه بموقع رد الفعل مع عجزه على تأمين موقع واحد ورفض سيطرة على حي أو مدينة أو شارع، وهذا بمثابة برهان أن غزة لا يمكن إخضاعها بقوة عسكرية.

اخبار ذات صلة