قائمة الموقع

خبير مصري لـ"فلسطين أون لاين": الوسطاء يكثفون المساعي لوقف العدوان على غزة وسط تعنت إسرائيلي

2025-08-18T08:26:00+03:00
خبير مصري لـ"فلسطين أون لاين": الوسطاء يكثفون المساعي لوقف العدوان على غزة وسط تعنت إسرائيلي
فلسطين أون لاين

أكد الخبير المصري هاني الجمل، رئيس وحدة الدراسات الدولية والاستراتيجية في المركز العربي بالقاهرة، أن جمهورية مصر تبذل جهودا مكثفة بالتنسيق مع قطر وتركيا لتقريب وجهات النظر بين حركة حماس والورقة الأخيرة التي قدمها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، مشيرا إلى أن المساعي تركز على وقف العدوان على غزة.

وأوضح الجمل في حديثه مع "فلسطين أون لاين"، أن الهدف من هذه الجهود لا يقتصر على وقف إطلاق النار فحسب، بل يمتد إلى تأسيس مسار تفاوضي يأخذ في الاعتبار الحساسيات القائمة بين الأطراف، وكذلك الأوضاع الميدانية والإنسانية المعقدة في قطاع غزة.

ولفت إلى أن حماس ترى وجود بعض التحديات التي تعتبرها عقبات أمام التوصل إلى اتفاق، من بينها التحفظ على مسألة نزع السلاح، وحرصها على ضمان عدم عودة الاحتلال لسياسة الاغتيالات، إلى جانب تأكيدها على أهمية أن يكون لها دور في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار.

وأضاف أن الحركة لا ترفض الورقة المطروحة بشكل قاطع، لكنها تتعامل مع بنودها من منظور يراعي الأولويات الأمنية والسياسية، وتسعى إلى أن تتضمن أي صيغة تفاهم نقاطا تضمن عدم المساس بموقفها.

ونقل "التلفزيون العربي"، عن مصدر فلسطيني، أن لقاء عقد في القاهرة، أمس، بدعوة ومشاركة من رئيس المخابرات المصرية، ويضم مسؤولين من مصر وقطر إلى جانب قادة الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة حماس، التي يترأس وفدها د.خليل الحية.

ويبحث اللقاء سبل الضغط على الاحتلال لوقف الحرب ووقف ما وصف بالإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، في ظل تعنت حكومة نتنياهو وتعاملها السلبي مع جهود الوسطاء.

تعنت نتنياهو معرقل

وأكد الجمل أن إسرائيل، وتحديدا نتنياهو، لا تبدي التزاما حقيقيا تجاه شروط التهدئة، وتتعامل مع الوساطات تكتيكيا بهدف كسب الوقت وتثبيت واقع ميداني يخدم مصالحها الأمنية، دون تقديم تنازلات سياسية جادة.

وذكر أن نتنياهو يتحرك بدوافع شخصية تتجاوز المصلحة العامة لإسرائيل، ويسعى لترسيخ مكانته السياسية والتاريخية، كقائد يقود مرحلة التحول الحاسمة في مستقبل الدولة اليهودية.

الموقف الأميركي ودعم إسرائيل

وأوضح الجمل أن الإدارة الأميركية لم تمارس ضغوطا فعلية على إسرائيل لوقف عملياتها داخل غزة، وتكتفي بتصريحات عامة تتحدث عن التهدئة دون أي تحرك جدي يمكن أن يجبر تل أبيب على الالتزام بخطوط حمراء أو تفاهمات واضحة.

وأشار إلى وجود قبول أميركي ضمني بتوسيع الاحتلال عملياته في القطاع، ما يجعل الموقف الأميركي عنصرا معطلا لأي تقدم دبلوماسي.

الرؤية التوسعية لنتنياهو

ويرى الجمل أن تصريحات نتنياهو بخصوص (إسرائيل الكبرى) ليست جديدة، بل هي تنفيذ لما جاء في كتابه "مكان بين الأمم"، حيث رسم تصورا لإسرائيل كقوة إقليمية تمتد جغرافيا وتفرض واقعا جديدا في المنطقة.

وشدد على أن نتنياهو يسعى لقيادة "التمدد الثالث" للدولة اليهودية، ويريد تسجيل اسمه كصاحب التحول الجذري الذي يضمن بقاء إسرائيل بعد تجاوزها العقد الثامن.

وأشار إلى أن مشروع "إسرائيل الكبرى" الذي يروج له نتنياهو يرتكز على تأويلات توراتية مغلوطة، ويهدف إلى تقليص الوجود الفلسطيني وتوسيع السيطرة على الأراضي، مع إقامة كيان فلسطيني محدود في غزة.

استغلال التراجع العربي

ولفت الجمل إلى أن هذا المشروع يستغل حالة التفكك في العالم العربي، من سوريا إلى لبنان واليمن، ويراهن على إضعاف حزب الله وتجريده من سلاحه لضمان أمنها على المدى الطويل.

وشدد على أن مصر تبقى الدولة الإقليمية الأهم التي تقف في وجه هذه المخططات، بفضل وزنها السياسي وموقعها الاستراتيجي، وموقفها الثابت الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين، داعيا إلى ضرورة تفعيل الضغط الاقتصادي على إسرائيل، وكذلك على الدول الداعمة (لإسرائيل).

اخبار ذات صلة