حذر الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، من تدهور الأوضاع الصحية بشكل حاد، مشيراً إلى أن أكثر من نصف الأدوية في المستشفيات باتت غير متوفرة.
وأكد البرش، في مقابلة مع قناة الجزيرة، أن الموارد الطبية محدودة للغاية، مع نقص حاد في أدوية الأمراض المزمنة وأكياس الدم وأدوات نقل الدم، فيما تعاني المختبرات المركزية من نفاد 60% من مواد الفحص المختبرية.
وأشار البرش إلى أن الخطة الإسرائيلية لاحتلال قطاع غزة تدريجياً، والتي أقرها المجلس الوزاري الإسرائيلي في 8 أغسطس/آب، تهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية، لا سيما في مدينة غزة، بعدما اعتاد الاحتلال على ارتكاب مجازر خلال اجتياحه لمناطق أخرى في القطاع، بما في ذلك تدمير المنازل وقتل العائلات.
وأوضح البرش أن وزارة الصحة تواجه عبئاً هائلاً في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي والقصف المتواصل، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي لا يستهدف السكان جسديًا فقط، بل يمارس إبادة نفسية واسعة، حيث يعاني أكثر من مليون طفل من صدمات نفسية، ويظهر نصفهم أعراضًا واضحة، إلى جانب وجود 44 ألف يتيم و60 ألف امرأة حامل تحت تهديد مباشر من الحرب النفسية المستمرة.
وختم البرش تحذيره بالتأكيد أن الهدف الإسرائيلي هو تخويف السكان ودفعهم للانهيار، ما يجعل الوضع في غزة يواجه تحدياً إنسانياً وصحياً غير مسبوق.
والأحد، ذكرت الإذاعة العبرية، أن زامير سيعقد اجتماعا الأحد مع قيادة المنطقة الجنوبية التابعة للجيش، للمصادقة على الخطط الخاصة باحتلال مدينة غزة.
وأوضحت الإذاعة أن الخطة "لا تقتصر على إخلاء سكان المدينة، كما ورد في تقارير سابقة، بل تشمل أيضًا استكمال تطويقها وتحقيق سيطرة عملياتية داخلها".
وأضافت: "سيبدأ خلال الأسابيع المقبلة إخلاء السكان (تهجير الفلسطينيين) من المدينة، ومن المستحيل استيعاب مئات آلاف النازحين في المناطق الإنسانية الحالية في مدينة غزة".
وفي 11 من الشهر ذاته، وفي إطار تنفيذ الخطة، بدأ الجيش الإسرائيلي هجوما واسعا على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، تخلله نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري، وفق شهود عيان للأناضول.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و944 شهيدًا و155 ألفا و886 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 251 شخصا، بينهم 108 أطفال.