قائمة الموقع

العبداللات لـ "فلسطين": إدراج حماس على اللائحة السوداء "قرار سياسي مخالف للعدالة الدولية"

2025-08-17T16:18:00+03:00
العبداللات لـ "فلسطين": إدراج حماس على اللائحة السوداء "قرار سياسي مخالف للعدالة الدولية"
فلسطين أون لاين

انتقد الحقوقي موسى العبداللات عضو منظمة العدالة الواحدة لحقوق الإنسان الدولية، قرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إدراج حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على اللائحة السوداء، معتبراً أنه يستند إلى "مزاعم إسرائيلية باطلة" ولا يقوم على تحقيقات مستقلة أو أدلة قانونية موثوقة.

وأوضح العبداللات في حديث مع صحيفة "فلسطين"، أن الأمين العام للأمم المتحدة "تجاهل أبسط مبادئ العدالة التي توجب عليه الاستناد إلى حقائق ملموسة وتحقيقات مهنية"، مشيراً إلى أن "التسليم بالأكاذيب الإسرائيلية، التي اعتاد المجتمع الدولي تصديقها دون تمحيص، يعد سابقة خطيرة تضر بمصداقية الأمم المتحدة ودورها المفترض في حماية حقوق الشعوب تحت الاحتلال".

وأوضح أن اتخاذ هذا القرار دون إشراك حركة حماس أو الاستماع إليها "يشكل انحيازاً فاضحاً للرواية الإسرائيلية"، في وقت يتواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب "مجازر إبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، إلى جانب سياسات التجويع الممنهج والتهجير القسري"، على حد تعبيره.

ولفت العبداللات إلى أن الملف القانوني المتعلق بجرائم الحرب في فلسطين "يعاني من جمود متعمد لدى مكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية"، في مقابل ما وصفه بـ"تطور إيجابي تشهده المحاكم الأوروبية، حيث بدأت خطوات فعلية لملاحقة مسؤولين إسرائيليين بارزين من بينهم بنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش وغيرهما بتهم ارتكاب جرائم حرب".

وأكد أن إدراج حماس على اللائحة السوداء "ليس سوى قرار سياسي أمريكي بامتياز، يهدف إلى تشويه صورة الحركة وسمعتها الدولية، وحرف البوصلة عن الجرائم الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين في غزة، وخاصة النساء والأطفال والشيوخ".

وأضاف العبداللات أن حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى "تمثل الغالبية المطلقة للشعب الفلسطيني، الذي يخوض معركة وجودية من أجل دحر الاحتلال واسترداد أرضه المغتصبة"، مؤكداً أن "القرارات الدولية، بما فيها قرارات الأمم المتحدة وأحكام المحكمة الجنائية الدولية، أقرت بوضوح أن غزة والضفة الغربية أراضٍ محتلة، وأن مقاومة هذا الاحتلال حق مشروع كفلته المواثيق الدولية".

وبيّن أن حماس "تطبق في مؤسساتها آليات محاسبة داخلية تضمن العدالة لكل من يخالف القانون الدولي أو القوانين المحلية"، في حين أن "الفبركات الإسرائيلية والأكاذيب المتواصلة لا تهدف سوى إلى صرف أنظار العالم عن جرائم الحرب والإبادة وعمليات التدمير الشامل لقطاع غزة".

وشدد على أن "الحقيقة التي يحاول الاحتلال طمسها هي أن الشعب الفلسطيني يواجه سياسة ممنهجة من الإبادة والاقتلاع، بينما يجري استخدام المنصات الدولية للتغطية على هذه الجرائم بدلاً من محاسبة مرتكبيها"

وأكد العبداللات أن هذا الواقع الكارثي كان يتطلب من الأمين العام للأمم المتحدة والمنظمات الدولية "ممارسة ضغط حقيقي وفاعل على الاحتلال لفتح المعابر وإدخال المساعدات بشكل عاجل، والعمل الجاد على وقف جرائم الإبادة بحق المدنيين"، بدلاً من الانجرار وراء "الأكاذيب والافتراءات الإسرائيلية التي لا هدف لها سوى تبرير العدوان وإخفاء جرائم الحرب المستمرة".

وبيّن أن الاحتلال يواصل قصف ما يسميها "المناطق الآمنة" بعد ساعات من إصدار بيانات طمأنة كاذبة، الأمر الذي يشكل دليلاً إضافياً على سياسة الخداع المنهجي التي يمارسها لتضليل الرأي العام العالمي، في ظل صمت المجتمع الدولي والإقليم والدول العربية.

وأشار إلى أن "قضية فلسطين اليوم تمثل أكثر قضايا العالم عدالة ووضوحاً"، مؤكداً أن الرواية الفلسطينية "انتصرت أمام الرواية الإسرائيلية الفاشية، لا سيما بعد عملية طوفان الأقصى التي أسقطت الكثير من المزاعم الإسرائيلية، وجعلت الرأي العام الدولي، خاصة في الغرب، أكثر وعياً بحقيقة ما يجري على الأرض".

ووفق العبداللات، فإن هذا الانتصار المعنوي للرواية الفلسطينية "لم يكن ليتحقق لولا التضحيات الجسيمة التي قدمها أهل غزة، بصمودهم الأسطوري في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، ورفضهم للتهجير القسري، وثباتهم على أرضهم رغم المجازر اليومية وجرائم الإبادة التي تستهدفهم".

وختم بالتأكيد على أن "التاريخ سيسجل أن الشعب الفلسطيني في غزة، رغم الحصار والتجويع والإبادة، وقف بصلابة نادرة ليقول للعالم إن الأرض لا تُترك، وإن المقاومة حق مشروع لا يمكن مصادرته بقرارات سياسية مسيسة أو قوائم سوداء تُفصل على مقاس الاحتلال وحلفائه".

 

اخبار ذات صلة