أثار النجم المصري محمد صلاح، جناح فريق ليفربول الإنجليزي، جدلاً واسعاً وتفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي بعد تغريدة انتقد فيها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) على نعيه اللاعب الفلسطيني الشهيد سليمان العبيد المعروف بلقب "بيليه فلسطين"، دون توضيح ملابسات استشهاده في غارة إسرائيلية على قطاع غزة.
في منشور نشره "يويفا" يوم الجمعة الماضي عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، نعى الاتحاد اللاعب قائلاً: "وداعًا سليمان العبيد، بيليه فلسطين. موهبة منحت الأمل لعدد لا يُحصى من الأطفال، حتى في أحلك الأوقات"، دون ذكر أي تفاصيل أو التعليق على ملابسات وفاته.
ردًا على ذلك، أعاد صلاح تغريد منشور "يويفا" مصحوبًا بتعليق قال فيه: "هل يمكن أن تخبرنا كيف مات؟ وأين؟ ولماذا؟"، معبرًا عن استنكاره لما وصفه بتجاهل الاتحاد توضيح ظروف استشهاد اللاعب الذي قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء انتظاره لمساعدات إنسانية.
Can you tell us how he died, where, and why? https://t.co/W7HCyVVtBE
— Mohamed Salah (@MoSalah) August 9, 2025
تفاعل ملايين المتابعين مع تغريدة صلاح، التي حصدت أكثر من 950 ألف إعجاب و276 ألف إعادة مشاركة، كما شاهدها نحو 62 مليون شخص خلال ساعات.
واعتبر كثيرون تغريدة صلاح تعبيرًا صادقًا عن مأساة الفلسطينيين، وسلاحًا فاعلاً لكشف حقيقة ما يجري في غزة، حيث يتعرض المدنيون لقصف يستهدف حتى الرياضيين.
ناشطون ومحبون لكرة القدم أشادوا بشجاعة صلاح في طرح السؤال البسيط الذي يختصر مأساة استشهاد العبيد، مؤكدين أن توقيت التغريدة جاء في لحظة مهمة ليصل صوت المعاناة الإنسانية إلى العالم. وقال أحد النشطاء: "تغريدة صلاح شجاعة من رجل شجاع، تغريدة واحدة فقط حطمت صمتهم وجعلتهم في موقف محرج أمام العالم".
كما أشارت تعليقات أخرى إلى أن العبيد، اللاعب المحترف، كان من المفترض أن يعيش حياة مختلفة، لكن نهايته جاءت مأساوية وسط مأساة إنسانية متفاقمة في غزة، مع تعاظم الحصار والمجاعة.
بدأ العبيد مسيرته الكروية في نادي خدمات الشاطئ، ثم انتقل إلى مركز شباب الأمعري، وبعدها إلى نادي غزة الرياضي. خاض مع المنتخب الفلسطيني 24 مباراة دولية وسجل أكثر من 100 هدف، وكان معروفًا بموهبته الكبيرة التي منحت الأمل للكثيرين. استُشهد عن عمر 41 عامًا، وهو أب لخمسة أبناء.
ووفقًا للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، فقد استشهد أكثر من 420 لاعب كرة قدم فلسطيني أو ماتوا بسبب المجاعة في قطاع غزة، بينما تعرضت مئات المنشآت الرياضية للتدمير خلال الصراع المستمر.
يُعد موقف محمد صلاح أول تعبير علني جريء له منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، ويعتبره العديد من المراقبين رسالة تضامن قوية مع الرياضيين الفلسطينيين وشهادة على المأساة التي يعيشها المدنيون تحت القصف.
من جهة أخرى، أثارت تغريدة صلاح ردود فعل واسعة في الصحافة العالمية، واعتبرها البعض إدانة ضمنية للصمت الدولي ولفشل الهيئات الرياضية في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية خلف الأضواء.
في ظل استمرار الصراع، تظل هذه التغريدة مثالًا على قوة الرياضة كمنصة لنقل الرسائل الإنسانية والسياسية، وتأكيدًا على دور الرياضيين في الدفاع عن حقوق الشعوب.