وثقت المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين "تضامن" استشهاد 76 أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 حتى 7 أغسطس الحالي، في واحدة من أكثر الفترات دموية في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة.
وأظهر التقرير التوثيقي الذي أصدرته المؤسسة اليوم الخميس، أن الأسرى الشهداء تعرضوا لانتهاكات جسيمة ومنهجية شملت: التعذيب الجسدي، التجويع، الإهمال الطبي، العزل الانفرادي، التحقيق القاسي، الحرمان من العلاج، والاحتجاز في ظروف غير إنسانية، ما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية والنفسية ووفاتهم.
وبحسب التقرير، فإن أكثر من 46 شهيدا من هؤلاء الأسرى ينحدرون من قطاع غزة، حيث اعتقلوا بعد العدوان الإسرائيلي على القطاع، دون لوائح اتهام أو محاكمات، واحتجزوا في معسكرات مغلقة ومواقع عسكرية سرية، أبرزها معتقل "سديه تيمان".
كما أشار التقرير إلى أن سلطات الاحتلال تواصل احتجاز جثامين الشهداء وترفض تسليمها لذويهم، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، ما يعكس الطابع الانتقامي للسياسة العقابية الإسرائيلية تجاه الأسرى الفلسطينيين.
ودعت "تضامن" إلى تحرك دولي عاجل يشمل إرسال لجان تحقيق مستقلة إلى داخل سجون الاحتلال، وفتح ملفات المحاسبة في المحاكم الدولية، وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية، لمحاسبة قادة الاحتلال على الجرائم المرتكبة بحق الأسرى.
وشددت "تضامن" على أن استشهاد 76 أسيرا خلال أقل من عامين يشكل مؤشرا خطيرا على تصاعد الانتهاكات بحق الحركة الأسيرة، ويُلزم المنظومة الدولية القانونية والحقوقية بـكسر صمتها والانتصار للعدالة والكرامة الإنسانية.