تتفاقم الخلافات بين رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير والمستوى السياسي في حكومة بنيامين نتنياهو، وسط تصاعد الانتقادات لأداء الجيش بعد عشرة أشهر من الحرب المتواصلة على قطاع غزة، دون تحقيق أهدافها المعلنة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذه الخلافات أعادت المقارنات بين زامير وسلفه هرتسي هاليفي، الذي أقيل من منصبه في وقت سابق تحت ضغط سياسي. وفاجأ وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الإسرائيليين بتصريح قال فيه إنه "يشتاق" لهاليفي، رغم كونه من أبرز المطالبين بإبعاده سابقًا.
وفي تقرير بثته القناة 12، استعرض الإعلامي داني كوشمارو تصريحات سابقة لرئيس الحكومة نتنياهو عند تعيين زامير، قال فيها إن "أوان زامير قد حان"، متعهداً بمنحه "روحاً هجومية ساحقة"، لكنه عاد لاحقًا ليُقر بأن شيئًا لم يتغير، لا في غزة ولا في ملف الأسرى.
من جانبه، نقل الصحفي أور هيلر عن مصادر عسكرية أن رئيس الأركان يشعر بأن المستوى السياسي "يعد العدة لتلفيق قضية ضده"، على غرار ما حدث مع هاليفي، وذلك في ظل عدم تحقيق نتائج حاسمة في الحرب، وفشل مساعي استعادة الأسرى أو القضاء على حركة حماس.
ورغم عدم توليه منصبًا رسميًا أثناء هجوم السابع من أكتوبر 2023، إلا أن زامير أصبح لاحقًا أحد أبرز المسؤولين العسكريين في إدارة الحرب، وهو ما جعله عرضة لانتقادات داخلية، خاصة مع معارضته لخطط الحكومة المتعلقة باجتياح مدينة غزة.
تصاعد الانتقادات العسكرية
وأورد محللون إسرائيليون، من بينهم يوسي يهوشوع ورون بن يشاي، أن المؤسسة العسكرية تعاني من "غياب رؤية واضحة"، وأن هناك تضاربًا بين الأهداف العسكرية والضغوط السياسية، خصوصًا مع رفض زامير تنفيذ عمليات واسعة في غزة قد تهدد حياة الأسرى.
وفي السياق ذاته، اعتبر الصحفي رونين بيرغمان أن الجيش الإسرائيلي يدير حربًا بلا استراتيجية واضحة، مؤكدًا أن "تحقيق الأهداف المعلنة، سواء بإطلاق الأسرى أو إسقاط حماس، يتطلب سنوات طويلة، في ظل محدودية الأدوات العسكرية المتاحة".
أما رئيس حزب "الديمقراطيين" يائير جولان، فهاجم قيادة الجيش والحكومة على حد سواء، مؤكدًا أن "جيشًا مهنيًا لا يمكن أن يعمل وفق أهداف تتضمن التهجير والإبادة"، داعيًا للتفاوض مع حركة حماس باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء أزمة الأسرى.

