عاد المنسق الأميركي لملف المفاوضات، بريت ويتكوف، إلى المنطقة بشكل مفاجئ، في مؤشر لافت على إدراك واشنطن لفرصة ضئيلة لكنها محتملة لإحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس و(إسرائيل)، بحسب ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
وقالت الصحيفة إنه من المقرر أن يصل ويتكوف إلى إسرائيل الخميس، حيث من المتوقع "أن يتفقد ضمن زيارته للمنطقة، مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، التي يديرها مؤسسة غزة الإنسانية".
ويُتوقع بحسب يديعوت، أن يمارس ويتكوف خلال زيارته ضغوطاً مزدوجة على الأطراف من أجل دفع المفاوضات قدماً. كما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن المسؤول الأميركي قد يسعى أيضاً لمقابلة وزيرَي الحكومة اليمينيين، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، في محاولة لإقناعهما بعدم عرقلة أي اتفاق، وسط قلق متزايد من تأثير مواقفهما المتشددة على مسار التفاوض.
ومن المقرر أن يزور ويتكوف مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، ثم يتوجه لاحقاً إلى قطر ومصر، لاستكمال جهود الوساطة.
وفي 27 مايو/ أيار الفائت، اعتمدت تل أبيب وواشنطن خطة لتوزيع مساعدات محدودة بعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تحت إشراف ما يُعرف "بمؤسسة غزة الإنسانية".
وفاقمت هذه الآلية معاناة الفلسطينيين في غزة، حيث يطلق الجيش الإسرائيلي النار على المصطّفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.
وتابعت الصحيفة العبرية: "وفقا لمصادر إسرائيلية، ستركّز زيارة ويتكوف على تعزيز معالجة القضية الإنسانية، في ظلّ تزايد الانتقادات الدولية لإسرائيل، وبحث سبل تحسين الوضع".
وأضافت: "بالنسبة للأمريكيين، تُعدّ هذه الزيارة بالغة الأهمية، ويصفها البعض بأنها محاولة أخيرة للتوصل إلى صفقة".
وهذه أول زيارة لويتكوف إلى "إسرائيل" منذ إطلاق سراح الأسير السابق الذي يحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب الإسرائيلية عيدان ألكسندر، في منتصف مايو/ أيار الماضي.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

