أكدت أماني سراحنة، مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني، أن الأسرى الفلسطينيين في قسم "راكيفت" بسجن أيالون وسط إسرائيل يعيشون في "رعب شديد" ويُعانون "ظروفاً صعبة للغاية" داخل عزلة تامة عن العالم الخارجي، في معتقل يوصف بأنه "سجن تحت الأرض" يخضع لحراسة مشددة ومراقبة إلكترونية دقيقة.
وجاءت تصريحات سراحنة بعد تقارير إسرائيلية كشفت معلومات جديدة عن القسم الذي افتُتح قبل نحو عام، ويُحتجز فيه عشرات من عناصر النخبة في "كتائب القسام" (الجناح العسكري لحركة حماس)، إضافة إلى عناصر من وحدة "الرضوان" التابعة لحزب الله اللبناني، ممن اعتُقلوا خلال عمليات الجيش الإسرائيلي على الجبهة الشمالية.
وقالت سراحنة في مقابلة مع وكالة "الأناضول": "منذ بداية حرب الإبادة، قمنا بعدة زيارات قانونية لهذا القسم، وفعلياً كانت من أصعب الزيارات التي أجرتها طواقمنا، حيث خضع كل شيء لرقابة صارمة، ما جعل من المستحيل تقريباً الحصول على تفاصيل كافية عن ظروف الاحتجاز".
ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، فإن المعتقلين في "راكيفت" يُحتجزون في زنازين مغلقة 23 ساعة يومياً، وتُعرض أمامهم صور كبيرة تُجسد الدمار الهائل في قطاع غزة. ولا يُسمح لهم بمقابلة محامٍ أو حضور محاكمة أو تلقي علاج خارج القسم، إذ تُنفذ كل الإجراءات داخله.
وأوضحت سراحنة أن "الرعب ظاهر على وجوه المعتقلين"، مشيرةً إلى أن إدارة السجن تتعمّد منع تبادل المعلومات، حتى مع المحامين، وتُحاول عزل المعتقلين تماماً عن أي خبر خارجي، خاصة ما يتعلق بأسرهم.
وأضافت: "أحد المعتقلين لم يصدق أن من يزوره محامٍ، وانفجر بالبكاء حين أخبره بمعلومة عن عائلته، بعدما زُود من قبل السجّانين بمعلومات كاذبة تفيد بأن أسرته قد قُتلت". وتابعت: "عندها تدخل السجان على الفور ومنع استكمال الحديث".
وأكدت سراحنة أن الظروف المأساوية تشمل فقدان المعتقلين للإحساس بالزمن. وقالت: "أحد المعتقلين أبلغ محامينا أنهم لا يعرفون الوقت إطلاقاً، لا يعلمون متى تغرب الشمس ولا متى تشرق، لأن ساحة الفورة الوحيدة المتاحة لهم لمدة ساعة في اليوم هي أيضاً تحت الأرض".
وبحسب نادي الأسير، يُحتجز آلاف الفلسطينيين الذين اعتقلهم جيش الاحتلال منذ بداية الحرب على غزة، في ظروف مشابهة، وسط إجراءات قمعية، وعزلة عن المحامين، وعمليات تعذيب ممنهجة، بعضها أودى بحياة أسرى.
ووفق تقارير حقوقية، يتجاوز عدد الأسرى الفلسطينيين حالياً 10,800 معتقل، يُعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، وهي سياسات أفضت إلى استشهاد العديد منهم داخل السجون.
وتُصاعد إسرائيل هذه الانتهاكات بالتوازي مع عدوانها المستمر على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي خلّف حتى الآن، بدعم أمريكي، أكثر من 201 ألف شهيد وجريح، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، إلى جانب 11 ألف مفقود، ومجاعة شديدة أدت إلى وفاة عشرات المدنيين، بينهم أطفال.
كما قتل جيش الاحتلال والمستوطنون في الضفة الغربية، بما فيها القدس، أكثر من 1002 فلسطيني، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، واعتقلوا أكثر من 18 ألف مواطن، وفق معطيات رسمية فلسطينية.